من الفن وانتشرت نظريات العقل الباطن رأينا الفنانين يخرجون على طرق الأداء التقليدية ويتبعون نهج التلقائيين وخاصة في الرسم.
وليس تعدد طرق الإخراج والتأليف في أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن وترددها بين الواقعية والرمزية إلا دليل قلق رجال المسرح على المسرحية الحوارية من ظهور الأوبرا والباليه والسينما: أما الأولى فقد رأت أن تقترن الموسيقى بالحوار حتى غطت الموسيقى على الحوار وكادت أن تقضي عليه، حتى جاءت الباليه التي لم تر في الموسيقى علاجاً لطغيان الحوار فألغته إلغاء تاماً واستغنت عنه بالحركة المصورة التي اتخذتها وسيلتها في الأداء أما السينما فقد أرادت أن تقف في مفرق الطريق فجمعت بين عناصر هذه الفنون داخل الصور المعبرة التي تقدمها.
هذا ما جره تمسك لمسرح بالحوار والمسرحيات الحوارية المكتوبة التي يخلفها له أديب غير ممثل ويخرجها مخرج يشرف على المسرح من بعد ولا يضع يديه في العمل.
وإذا بقي المسرح على هذا الحال فلن يمر نصف قرن عليه حتى يكون قد استهلك كل إمكانياته ومله الناس ولم يعد أمامه إلا أن يفسح الطريق لفن جديد لا علاقة له به، أو أن يسير في الطريق الطبيعي الذي رسمناه له. وما زال علاج المسرح في المسرح نفسه وفي الرجال الذين يعملون به.