ثم يقول الأستاذ سعيد في موضع آخر من كتابه الفريد (نحسن الظن كثيراً إذا زعمنا أن هذا الكتاب - كتاب الرافعي الذي لم يطبع بعد - الفريد في موضوعه وفي تأليفه من عناية أدباء العربية ما يحملهم على محاولة طبعه في يوم قريب. . .) - ص ١٧٣ من كتاب حياة الرافعي.
وقد انطوى اليوم على موت الرافعي أكثر من ثلاثة عشر عاماً وكتابه في البلاغة لم ير النور، وأكبر الظن أن أدباء العربية ما برحوا يرجون أن يقوم عنهم بواجب إخراجه صاحب (حياة الرافعي) وإلا فما هذا التباطؤ؟
إن الذي يقف على طبع كتاب الرافعي لا يخدم ذكرى هذا الرجل العظيم بقدر ما يخدم البلاغة العربية ويضع حداً لهذه المعركة الأدبية الناشبة حول البلاغة العربية في أزهى عصورها.
ولا مشاحة في أن للأستاذ سعيد العريان من اشاغيله في الوقت الراهن ما يصرفه عن طبع هذا الكتاب، وقد فعل الرجل أكثر مما يجب نحو ذكرى عالم معاصر، ومن ثم فأننا نرجو أن يقدم أبناء الرافعي - حفظهم الله - بشيء لا يخدم ذكرى والدهم فحسب، وإنما يحفظ لبلاغة العرب رونقها، فإن عجزوا دون طبع هذا الكتاب، وأكبر الظن أنهم سوف يعجزون، فإننا نتوجه إلى الوزير الأديب العالم معالي الدكتور طه حسين بك قد عاد من سفره ميمون النقيبة مبارك الغدة والروحة، نتقدم إليه أن يطبع هذا الكتاب على نفقة وزارة المعارف حتى يتم به النفع وتتم الفائدة المرجوة إن شاء الله.
منصور جاب الله
من رسائل الرافعي - التضمين ليس سماعيا
طنطا في ٢٧ مايو سنة ١٩٣٠
يا أبا رية
كلمة الشيخ: العليم ما علمك ما أنت ممن معك. استعمل ما لأنها الأوسع في الدلالة إذ لو قال من لا نحضر الأمر في الشخصية، فكأنه يقول ما علمك شخصك في الأشخاص الذين معك، أي من أنت منهم أن كنت دونهم أو مساويهم أو على الخ وهذا تحديد ناقص للعلم،