في نافذة أو نماشيها في طريق، فأصبحنا نقبل أن نواجهها في دكان أو أن نجالسها في حان! وكنا قبل أن نقلد أوربا نذوب خجلاً إذا سقط قناع المرأة عن استحياء، أو انحسرت ذراعها عن غفلة، فأصبحنا نحترق شوقا إذا كشفت ظهرها في مرقص، أو خلعت ثوبها على الشاطئ!
ومن أعجب العجب أن نرضى رضا الغبطة واللذة إذا رأينا الأمهات والزوجات والبنات عاريات على (البلاج)، ثم نغضب غضب التقى والورع إذا رأينا الراقصات والممثلات والمومسات عاريات على الورق! لماذا نقبل ما يفعل في الشواطئ والحفلات، ولا نقبل ما يقال في الصحف والمجلات؟!
إن الطبيعة موضوع الفن؛ وإن الحياة مادة الأدب. والفنان الحق يصور بحق، والأديب الصادق يعبر بصدق. فإذا شئتم أن يطهر أدبكم من المجون والبذاء، فطهروا مجتمعكم من الفجور والرياء. إن الأدب صورة، جمالها من جمال الأصل، وقبحها من قبحه.