الإجلال والاحترام يتخذها رمزاً للأب أو الجد الأعلى وتحميه من الأخطار) واللاماسات هي تحريمات وقيود تفرض بازاء إنسان أو شيء أو عمل.
ولولا الفردية لما كان هناك تقدم ولا مدينة. فلو أن الناس كانوا يفكرون تفكيراً متشابهاً ويعتقدون في أشياء خاصة ولهم أغراض وغايات واحدة، دون أن يتساءلوا عن صحتها أو يجتهدوا في تغييرها، لما كان هناك أمل في التطور والرقي. والفردية هي التي تدفع إلى التجربة والمخاطرة، والاختراع والابتكار. ولعل خير مقياس لرقي المجتمع هو مدى ما يعطيه للأفراد من فرص لظهور فردياتهم المختلفة. وكثيراً ما يحدث صراع بين التقاليد والفردية فتحدث اضطرابات خطيرة، وذلك حين تقف التقاليد حائلاً دون ظهور الفردية.
على أن للفردية بجانب هذه المنافع - أضرار، فقد كان لانتشار فكرة الفردية - وخاصة في أوائل القرن الماضي - أثر في تفكك أوامر الأسرة التي تسودها سيادة الأب - رجعية (مودة قديمة) وأن من الممكن أن ينكث الزوجان أو أخذهما العهود المقطوعة حيال الزواج.
ثم إن التمادي في الفردية يجعل الفرد ينظر إلى الأمور بالنسبة إلى آرائه وملذاته - مما يؤدي إلى الاستخفاف بنظام الأسرة. وهذه الروح المستهترة كان لها أثرها في زعزعة النظم الاجتماعية وعدم استقرارها.