والمعنوية. . . إنه السلاح الذي تشهره إنجلترا في وجه الشيوعية فتنهي المعركة بلا جلبة ولا ضوضاء، في ثقة المطمئن إلى إحراز النصر وجدوى العاقبة وسلامة المصير. وهذا هو العلاج الذي نود أن يتنبه إليه المسئولون في مصر. . وحسبهم أن إنجلترا هي المثل!
العدالة الاجتماعية هي الكفيلة برد العدوان. . وإذا قال لنا قائل إن نظام الطبقات في مصر لا يفسح الطريق لهذه العدالة فهو مسرف في الوهم؛ لأن نظام الطبقات في إنجلترا لا يزال قائما على قدميه، تمثله هذه الفئة من الأرستقراطيين والنبلاء، وهي فئة متميزة كل التميز ظاهرة في المجتمع الإنجليزي كل الظهور، تشير إليها على الأقل مدرسة هارو وكلية إيتون، وهما المعهدان العلميان اللذان لا يطرق أبوابهما غير أبناء الممتازين من الطبقة الاجتماعية، ونعني بها طبقة الأمراء واللوردات!
نظام طبقات في إنجلترا واضح كل الوضوح، وحرية رأي مكفولة كل الكفالة، وحزب شيوعي وآخر فاشستي، ومع ذلك فالشيوعية هناك بائرة لا تجد أذنا تسمع، والفاشستية حائرة لا تجد يداً تصفق. . لماذا؟ لأن العدالة الاجتماعية هناك قد هيأت العلم للجاهل، والعمل للعاطل، والدواء للمريض، والحياة الكريمة التي توفر الاستقرار للموظف والعامل والفلاح. . وإذا اجتمعت كل هذه القيم المثالية لمجتمع من المجتمعات، فلا حاجة به إلى الخوف الذي يدفع إلى سن القوانين وإصدار التشريعات!
إنجلترا هي المثل. . وليست إيطاليا التي أقلق نظامها تولياتي، أو فرنسا التي هز كيانها توريز!!