للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لم يجد الشاعر باساً من سرقة أدبية هبطت عليه من السماء!

وعندنا أن السرقات الأدبية تسامت إلى حد كبير السرقات المادية واتجاه التشريع إلى حماية الملكية الأدبية اتجاه محمود، وسارق (الدجاجة) الذي يقضي في السجن عدة أشهر. ولو أننا بالغنا في حماية الملكية الأدبية لخلقنا جيلا من الأدباء مهذبا لا يتجانف لإثم سرقة الأفكار والآراء

واحسبني أرسلت في (الرسالة) كلمة قبل بضع سنين أعتب فيها على الدكتور زكي مبارك أن نسب لنفسه هذه القولة (الشهرة كالمال بعضها حلال وبعضها حرام) وقلت له إن هذه المقالة البليغة إنما هي من كلام المرحوم الشيخ يوسف الدجوي، فرجع الرجل إلى الحق وكتب معتذراً ولم يكابر ولم يصاول.

وكان صديقنا الأستاذ كامل كيلاني - ولا يزال - يرى وجوب حفظ الحق الأدبي لصاحبه، ولو كان هذا الحق يتصل بملحة أو نكتة أو (قفشة) فلا ينسب المرء لنفسه كلاماً ما سمعه من أحد، وإنما يرد القول لقائله على طريقة رواة الأحاديث، ولو أن هذه الطريقة اتبعت ما كذب أحد على نفسه ولا على الناس.

يبد أننا منينا في هذه الأيام بالسرقات الأدبية تتري علينا في صورة كتب تنشر أو مقالات تكتب، ولقد كنا نبصر في زمن مضى بالسرقات الأدبية تنصب على الموتى وحدهم، غير أننا نرى في هذه الآونة السرقات الأديبة قسمة قسمة عادلة بين الأحياء والأموات، وما نحب أن نذكر قبل أن يستشري الداء ويمسي العلاج شيئاً بعيد المنال.

ولسنا نعرض للكتاب الذي قيل لمن (مؤلفه) بدل عنوانه ومقدمته وقدمه إلى القارئين على نحو جديد، فقد يكون لصاحب هذا الكتاب مع طابعه شان آخر. ولكن نحب أن نفرض لهذه المقالات التي تنشر في صحفنا الدورية، فكثير من هذه المقالات سبق نشرها في هذه الصحف بعينها منذ سنين، ولكن بتوقيعات أخرى غير هذه التوقيعات التي نراها اليوم. ومن هذه المقالات مقالات مضى أصحابها إلى ربهم وقطعوا صلتهم بهذه الدار الفانية ومنها مقالات كتبها أناس ما زالوا يكابدون أوصاب الحياة، ولكنهم قطعوا ما بينهم وبين الحياة الأدبية، ومنها كتبها صاحب هذا القلم الضعيف في مناسبات مختلفة قبل بضع سنين!

والصحف - ولا شك - لا تلام على نشر ما تنشر لأنها لا تقرا الغيب ولا تقلب صحائفها

<<  <  ج:
ص:  >  >>