للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي فالقصة كلها قصيدة وما أحرى الأدب بالوفاء!

ملك علي خوف التقصير مشاعري وأرهف تجدد الذكرى عزيمتي فظللت أبحث مستهديا كل من عرفت له صلة بالشاعر الراحل من قريب أو بعيد طيلة أعوام ثلاثة حتى كانت سنة ١٩٤٧ فأمدني صديق قريب في مفاجأة ممتعة بالنسخة الوحيدة الباقية من الديوان، وكانت تحتفظ بها شقيقته الكبرى كأغلى تراث يقتنى وما عرفت بعنايتي وحاجتي إليها حتى سارعت إلى قرينها عليه رحمه الله وهو الذي سلمها إلى صديق ورفيق صباي أحمد الأزهري إذ كان زميلا له في العمل.

عددت وما وصلت إليه نعمة كبرى ما عددته جزاء وفاقا للحفاظ والوفاء.

أما النسخة - على أنها تحفة العمر - فسقيمة الطباعة كثير فيها الخطأ، قد امتدت إليها يد الزمن فمزقت من صحفها؛ ولكن هذا كله شحذ العزم على إبراز الشاعر وفضله ووضع شعره في المكان اللائق به. وليس أولى من الرسالة الغراء صحيفة الأدب الرفيع بنشر فضل كاد ينسى، وإحياء غصن ذوى في ربيعه. وأهلت علي سنة ١٩٤٨ بأمراض وآلام اقتضتني أسفاراً وتوزعت أيامي بين مختلف البلدان. ولعلي أخذت الديوان مرة في رحلة آملا أن أرد به النفس إلى السكينة، أو أن أرد بأداء الواجب السكينة إلى النفس، ثم لم يرد الله، فانقضى عامان آخران قبل أن يحظى بهذا الأداء قلمي. وقد سلخت هذا المدى الطويل باعثاً معقباً بين شواغل الحياة وبلاء الأيام وقلة المصادر إلى قرب إمحاء، التمس مجموعة أو قصيدة من شعر صديقي المرحوم (أحمد توفيق البرطباطي) إذا لم أجد ديوانه لنكون عماد بحث كله خير وأدب وفائدة فكنت على حد قوله عليه رحمه الله

تعاقدت والأهوال عشرين حجة ... لهن قيام بالأسى وقعود

فلست أبالي بعدها ببلية ... قرى الخطب عزم للعلا وصمود

للكلام بقية

محمد محمود جلال

<<  <  ج:
ص:  >  >>