وهل بين القطط - كما بين الناس - هيئة كهيئة اليونسكو تعمل للسلام وتهدف إلى القضاء على دوافع الحرب في العقول؟ إن كان ذلك فلا بد أن (يونسكو القطط) أنجح من يونسكو الإنسان، والدليل على هذا وقوع تلك الحادثة في الدانمرك، وهي حادثة قد يكون لها ما بعدها فيسود السلام عالم القطط والفئران. . . أما يونسكو الإنسان فقد اجتمعت قريباً وارتفعت فيها أصوات الدعوة إلى السلام، وقدمت لهذه الغاية اقتراحات، وأحسب أن قد وضعت لها خطط وبرامج، وما كاد مؤتمرها ينقض حتى انقضت كوريا الشمالية على كوريا الجنوبية وتحفزت وراءهما القوى العالمية.
أو ترى ليس بين القطط أدباء ولا فنانون ولا يونسكو. . . لأن هؤلاء من مظاهر مركب النقص في الإنسان، إذ يشعر بالوحشية المكبوتة فيحاول أن يغطيها بادعاء ما يسميه (الإنسانية) وما القطط في حاجة إلى ذلك، إذا بغت الافتراس فعلت دون تمويه بهيئة أمم متحدة. . . وإذا جنحت إلى السلم وأرادت الأمن لم تضيع الوقت في جمع مجلس أمن يصدر قرارات تذروها الريح. . .
لقد شعرت بأن نبأ رعاية القطة للفيران الولائد، نسمة رقيقة تهب على النفس في هذا الجو الذي تختنق فيه الأنفاس بغبار السياسة ودخان الحرب.
دفاع كريم ولكن
عرض على مجلس النواب في الأسبوع الماضي مشروع القانون الذي يقضي بربط هيئات التدريس الجامعية بدرجات القضاة، فقال أحد النواب إن مدرسي الجامعة يعطون دروساً خصوصية وإنهم يطبعون المذكرات ويبيعونها للطلبة. فأحتج معالي الدكتور طه حسين بك على ذلك وقال: إن لوائح الجامعات لا تجيز للمدرسين الأساتذة إعطاء دروس خصوصية، ولو حدث هذا من مدرس لقدم إلى مجلس التأديب. وقد أحتد معاليه في هذا الدفاع حتى قال: أنه إذا استمر النائب في توجيه الاتهامات إلى رجال الجامعات فإنه ينسحب.
ولا شك أن هذا موقف كريم، وطبيعي أن يقفه الأستاذ الأول، زائداً عن حرم الجامعة وكرامة الجامعيين؛ وقد بذل جهده في تعزيز ذلك المشروع وبيان حقيته حتى ظفر بإقراره من المجلس.