الأساتذة، ورأوا أن تهذب البرامج، ويتقدم أساتذة الكليات بمؤلفات حديثة توائم رقي العصر. ثم أرى أن تكون الشهادات التي تمنحها كليات الأزهر هي نفسها الشهادات التي تمنحها كليات الجامعات المصرية، ويستتبع ذلك أن توجد دراسات عليا على نمط مثيلاتها هناك، وأن توجه البعوث إلى مختلف الجامعات الأوربية ويكون أعضاؤها من حاملي الليسانس من كليات الأزهر
وبعد فهذا رأيت رأيته أجملت به ما رسخ في اعتقادي. وقد يراني إخواني غالياً في رأيي ولكني أعتقد أنه لا بد من هذا التجديد ليتحقق الإصلاح الحقيقي للأزهر معاهده وكلياته. بذلك نجد الأستاذ الصالح والكتاب الصالح ونساير ركب الحضارات ويقف جامعتنا الإسلامية الكبرى الخالدة في مصاف أرقى الجامعات.
أزهري عجوز
إلى الأستاذ أبورية
سلام عليك ورحمة الله ووفقك لاستخراج الكنوز الرافعية العبقرية الإسلامية لتتم بها نهضة العقلية الممتازة في الشرق.
وبعد فإن بشرى رسائل الرافعي قد لفتت قلوب الواعين فأثنوا عليك ثناء جميلاً وودوا لو انضم إليك في عملك النبيل بقية الفضلاء الأدباء الرافعيين ليكملوا نشر آثار إمامهم الفذ كما كان من عمل الذين حفظوا الأدبين الخالدين: أدب الشيح عبده وأدب تيمور، على أنهم يعلمون أن أدب الرافعي هو أدب الغد في تمامه ونضجه وأن مكان صاحبهم في العرب يقابل مكان إقبال صاحب (الباكستان) ولكن هذا هنالك وذلك هنا. . . انهم يعلمون أنه صاحب (أسرار الإعجاز) الذي بنى فيه علم البيان العربي بناء يناسب عصر الذرة كما يقول الصديق الأستاذ منصور جاب الله، وأنه لحق، فإن التحليل الرافعي لمسائل البلاغة هو تحليل ذري. . .
لقد قسم الذرة في بلاغة العربية، وما من ريب في أن الأستاذ الكبير سعيد العريان يعلم أن الرافعي حقق (ديموقراطية الأدب) في عبقريته الخالدة (أغاني الشعب) ومن يعرف هذا أن لم يعرفه سعيد؟ - أسعد الله به الأدب - فإنه جهينة هذا الأمر وأرجو أن يبقى كذلك دائماً.