للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فلما تخرج أكثر هؤلاء من مدرستي المعلمين والحقوق سنة ١٩١٤ وسنة ١٩١٥ عقدوا النية على أن يتموا رجالاً ما بدءوا به طلبة واتصل بهم إذ ذاك بعض إخوانهم ممن يميلون ميلهم ويشعرون شعورهم، ومن هؤلاء: محمد كامل سليم، وأمين مرسي قنديل، وعبد الحميد العبادي، ومحمد بدران، وعبد الحميد فهمي، ومحمد صبري أبو علم، واحمد أمين

ليس المقام الآن مقام ما فكروا فيه من مشروعات أخرى وما عملوا فيها وما آلت إليه إنما المقام الآن للجنة التأليف؛ فقد أكثر هؤلاء الأعضاء من ذكر التأليف والترجمة والنشر، وأملوا أن تقوم جماعتهم بهذا العمل، وأن يتسع نطاقها فيكون لهم مكتبة ومطبعة، ومدرسة نموذجية، ومجلة وأن تكون لهم كتب في مختلف العلوم والفنون تناسب جمهور المتعلمين في جميع مراحل التعليم

وكان أول ما عملوا أن عهدوا إلى الأستاذين أحمد زكي واحمد عبد السلام الكرداني تأليف كتاب في الكيمياء للمدارس الثانوية، والى الأستاذ محمد احمد الغمراوي تأليف كتاب في الطبيعة والى الأستاذين محمد خلاف وعبد الحميد فهمي تأليف كتاب في الحساب، والى الأستاذين محمد كامل سليم ومحمد بدران تأليف كتاب في الجغرافيا. وقد نفذت كل المشروعات ما عدا الثانيمنها أملوا هذه الآمال وكونوا هذه اللجان، ووضعوا مشروع هذه الأعمال وليس لديهم مال يستعينون به على أغراضهم، ولكن كان لهم أمل قوي وعزيمة ثابتة وإخلاص نقي وحسبهم من هذا غنى

في هذا الحين بدأت اللجنة في عمل قانون لها وعهدت إلى الأستاذ حسن مختار رسمي بوضعه

واجتمع الأعضاء سنة ١٩١٥ بالمدرسة الإعدادية بالعباسية لأن كثيراً من أعضاء اللجنة كانوا مدرسين بها فقرءوا القانون وأدخلوا عليه بعض تعديلات وانتخبوا أعضاء مجلس الإدارة وبدأ الأعضاء يدفع كل منهم عشرة قروش في الشهر، ثم جعلت مالية اللجنة أسهماً كل منهم ثمنه جنيه وهذا بدء التكون المالي للجنة - ولم يكن يزيد عدد الأعضاء إذ ذاك على خمسة عشر عضواً

بدأت اللجنة عملها بأن وضع الأستاذان احمد زكي واحمد الكرداني كتابهما في الكيمياء في جزأين فعهد في قراءته ونقده للأستاذين محمد خلاف ومحمد الغمراوي وكان من اجمل

<<  <  ج:
ص:  >  >>