للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وميلاً إلى تأليفها أو ترجمتها

وقد ساعد اللجنة على رواج كتبها الثقة التي منحها الجمهور إياها مقابل ما تبذله من جد في التدقيق فيما تنشر، فليست تخرج كتاباً إلا بعد أن يمر على لجنة مختصة تنظر فيه بإمعان، وتقدم تقريراً عنه بصلاحيته، أو تقترح إدخال إصلاح عليه غير مبالية كثيراً برواج الكتاب أو عدم رواجه متى وثقت أن الكتاب يخدم العلم ويحقق غرضها، ويفيد ولو الخاصة

ومنذ أربعة أعوام سعت اللجنة لدى وزارة المعارف أن تمنحها مبلغاً من المال للاستعانة به على التأليف الكتب القيمة وترجمتها ونشرها. إذ كان هذا العمل من اهم الأعمال التي يصح أن تقوم بها وزارة المعارف

وكان لبعض أعضاء اللجنة السعي المشكور في أن مجلس النواب طلب من وزارة المعارف أن تمنح اللجنة مقداراً من المال لهذا الغرض. كما كان لبعضهم سعي مشكور آخر في إجابة وزارة المعارف له وألفت وزارة المعارف لجنة من الأستاذ سكرتير عام الوزارة، والأستاذ مصطفى عبد الرزاق، ورئيس اللجنة، للنظر في المال الذي تقرره الوزارة، وكيفية صرفه، والكتب التي ينفق عليها هذا المبلغ

وقد منحت الوزارة اللجنة ألف جنيه في ثلاثة أعوام متوالية أنفقت منها على طبع كتاب فتح العرب لمصر، والنجوم في مسالكها، والجزء الأول من السلوك للمقريزي، ولا تزال مستمرة في إخراج الكتب القيمة كلما تجمع لها شيء من المال فلوزارة المعارف الشكر على هذه الثقة كما للأعضاء الذين سعوا هذا السعي الشكر على ما سعوا

وأخيراً وبعد عشرين سنة من حياتها يحق للجنة أن تقف وقفة قصيرة تنظر في ماضيها وتستعرض تاريخها. وأظنها تغتبط لذلك - أولا - لأنها عاشت عشرين عاما في جو كثيرا ما تموت فيه مشروعات وليدة - وثانيا - لأنها عاشت عيشة طبيعية فتدرجت في أدوار الحياة على مهل ولم نطفر طفرة شيطانية. وتغتبط إذ تراها قد ضمت كثيرا من صفوة رجال العلم، وأخرجت للناس نحو الستين كتابا بين مؤلف ومترجم ومنشور، تسد كلها حاجات الثقافة في أطوار التعليم المختلفة - كما إنها تغتبط بثباتها في مركزها وحصرها نفسها في الدائرة التي رسمتها لنفسها من أول أمرها، فلم تتدخل في مجادلات دينية، ولم تغامر في نواح سياسية، أيمانا منها بان الثقافة ونشرها وسيلة من اكبر الوسائل لرقي

<<  <  ج:
ص:  >  >>