للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي وسع الأزهر أن يساهم مساهمة أدبية ومادية في إنشاء معاهد العلوم الإسلامية والدينية في البلاد الإسلامية فيبعث بعلمائه إلى هذه الأمصار التي ستلقاهم بصدر رحب وتحلهم منها مكانة الصدر والإعزاز ببثون فيها تلك الروح الفقهية والعلمية العميقة التي أنفرد الأزهر بها منذ حوالي عشرة قرون ويضعون برامج الدراسة في هذه المعاهد وفق النهج الذي مارسه الأزهر منذ إنشائه ويعملون على نشر اللغة العربية ودعمها في البلاد الإسلامية غير العربية. ولسعادة علوية باشا مشروع في هذا الشأن يستطيع علماء الأزهر دراسته وتنفيذه كله أو بعضه.

أما بالنسبة للبلاد غير الإسلامية فإن واجب الأزهر يقتضيه - بوصفه دعامة العلوم الإسلامية ومنارة الدين والهدى - أن ينشئ المعاهد الإسلامية في عواصمها ومدنها الكبرى وأن يزودها ببعض زملائه الذين يتقنون اللغات حتى يكون في مقدورهم نشر العلوم الإسلامية في هذه البلاد. وإذ كانت بعض الجمعيات الإسلامية قد أحرزت توفيقا في هذا المضمار فأحرى بالأزهر وهو المؤسسة التليدة العريقة أن يصيب نجاحا عظيما بما يتوافر لديه من اعتبارات وعوامل تكفل له التوفيق والنجاح في القيام برسالته. ويستطيع الأزهر مثلا أن ينشئ معاهد في لندن وبرلين وباريس وروما وواشنطن وغيرها من المدن الكبرى على غرار ما نره من المعاهد الأجنبية التي تنشئها الدول الغربية بين ظهرانينا. ونعتقد أن مثل هذا العمل يستدعي إنشاء معهد خاص للغات الأجنبية في الأزهر نفسه يدرس فيه العلماء والطلاب تلك اللغات بتوسيع وتعمق في وسط أزهري يكفل لهم تغلغل الروح الأزهرية العالية في نفوسهم. ونود ونحن بصدد الكلام على تلك تخصص بعضهن في العلوم الإسلامية. وأعتقد أن في مقدور الأزهر أن ينشئ معهدا للفتيات يتلقين فيه العلوم الإسلامية ويتخصصن فيها فيكون لدينا في القريب عالمات فضليات تزهو بهن البلاد الإسلامية.

إن الأزهر هو كعبة العلوم الإسلامية التي يحج إليها طلبات العلوم من كافة البلاد الإسلامية من الباكستان حتى نيجيريا، ومن الصين حتى الجزائر. ونحن نحب الأزهر ونحب أن تستطيل رسالته حتى تبلغ مشارقالأرضومغاربها. ولا شك في أنه يستطيع تحقيق آمالنا فيه. وفق الله رجاله إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين أنه السميع المجيب.

<<  <  ج:
ص:  >  >>