(هروب) شوقي من الحج مع الخديوي وركبه. . . وإذا بالكاتب يروي عن صاحب الذكرى ما لا يصح أن يروى. . فقد هرب من الحج. واعتبره مقصرا في أداء الفرائض الدينية. . وأنه (كان يقيم في داره بالمطرية الحفلات الساهرة الراقصة حيث الكأس والطاس وغير ذلك مما لا داعي لذكره). . ولا شك أن (غير ذلك مما لا داعي لذكره) تحمل الكثير من المعاني، التي لا تخفى على ذكاء القارئ!. . .
ثم يتابع الكاتب حديثه عن (شوقي) فيقول:
(والشيء الذي لا مراء فيه أن شوقيا كان مهملا لفرائض الدين عدا الزكاة، فلم يعرف عنه أنه دخل مسجدا أو صام يوما يكفر عن سيئاته ويخفف به أوزاره، وكان في حياته ماجنا خليعا، مفرطا في شرب الخمر، مرسلا نفسه على سجيتها). . .
ولا يقف عند هذا الحد، بل يواصل حملته فيقول:
(فقد كان ينظم القصيدة وهو ثمل فلا ترى فيها غير البكاء على ما أصاب الإسلام والمسلمين والدعوة إلى النهوض والاتحاد تحت لواء الخلافة والحث على التمسك بالفضائل ومكارم الأخلاق حتى لتحس كأنك أمام واعظ يهدي إلى سبل الرشاد. كان يفعل هذا عقب انصرافه من مجلس خمر أو خلوة يرتكب فيها فاحشة).
بهذا الأسلوب، وبتلك العبارات، سطر الكاتب مقالة عن (شوقي). . فأقام من قلمه حسيبا على الشاعر، معددا سيئاته، كأن حياة الرجل كانت كلها عبثا، ومجونا، وفسقا، وفسادا؟!.
لقد آلمني هذا التعريض والتجريح الذي فاض به المقال عن أمير الشعراء، في مطلع أسبوع ذكراه. . فهل هذا هو التمجيد لذكراه. . أو بهذا تمجدون ذكرى الشعراء؟!. . .
ومن منا يل سيدي معصوم من السيئات؟!. . ولماذا لا تفسر اعتذاره عن تأدية فريضة الحج - وأقول اعتذاره ولا أقول هروبه! - بعذر آخر!. .
وحسبي أن أهمس في أذن الكاتب الفاضل بالحديث الشريف فأقول:(اذكروا محاسن موتاكم)!. .