للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاحتضنته بلا شعور ... قد جمدت عينها ضراعه

كم سمعت باسمها يناي ... فانتفضت. لو لها استطاعه

فما استبانت إلا وجوهاً ... يذري عليها اللظى قناعه

وقال من قال (بتها ... قد نجت!. (ولم تنتظر سماعه

فساءلت (أين خلفوها؟ ... من ذا رآها من الجماعة؟

فوزيتي. . ليتني فداها ... ألا كريم يمد باعه

لحملها، فاللهب يمعي! ... أخشى على عينها شعاعه

وكم أرادت - وما أرادت - ... تنعى على عمرها ضياعه

لولا نساء حسر، لديها ... ناشدتها الصبر والقناعه

وحولها الخلق في هياج ... يبدون سمعا لها وطاعه

وصعد الناس - بعد حبس - ... أنفاسهم، إذ خبا الشرار

ظلوا إلى الصبح في انتظار ... والآن لا ينفع انتظار

وأقبلوا يبحثون خبطاً ... فالطين والماء حيث داروا

فلم يكد - بعدهم - لبيب ... يدور للبحث حيث داروا

وزحزحت كفه سياجا ... ما زال للجمر فيه ثار

حتى اعترت جسمه قشعري ... رة، ودارت به الديار

فغمض من طرفه ارتياعا ... يا هول ما غيب الغبار!

لقد رأى تحته فتاة ... جللها في الردى الوقار

قد مست النار حاجبيها ... ولم تمس اليدين نار

في حضنها دمية، حمتها ... عن الأذى، راحة تغار

قد لفها بخنق جديد ... لم يبق منه إلا الصدار

مغمضة العين في حماها ... طاب لها قربها الجوار

دميتها! قد مضى بها من ... له على الأنفس الخيار

فرجعي لي، والأم تصغي

كيف انقضى ذلك النهار!

<<  <  ج:
ص:  >  >>