لقد عقدنا عليها الآمال، يوم تبوأنا مقعدنا في صفوف أعضائها فإذا بآمالنا كنسج العنكبوت. وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت!
وما كادت (كوريا) تنادي، حتى لبت هيئة الأمم النداء، وراحت تعد لها المعدات، وتعبئ لها الجيوش من مختلف الأقطار، وزلزلت الأرض زلزالها، وقامت الدنيا وقعدت!. .
وهكذا تكبل هيئة الأمم بكيلين. . . فهل بهذا تحقق العدالة الدولية أيها الساسة العباقرة؟!. . .
إنكم تعيدون علينا قصة (عصبة الأمم) الغابرة. . . لا طيب الله لها ثرى!. . .
ومن عجب أن بعض هيئاتنا قد ساهمت في الاحتفال بذكرى تأسيس تلك الهيئة التي خذلتنا. . . ففيم هذا الاحتفال يا سادة؟!.
أتساهمون في تكريم هيئة تصامت عن سماع صوتكم، يوم لذتم بها، وفي أيديكم قضية لم يشهد التاريخ لها مثيلا؟!. . .
أتساهمون في تكريم هيئة مزقت وحدة العرب، وقسمت وطنهم، وأخرجتهم من ديارهم وأموالهم بغير حق. . فهاموا على وجوههم لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا؟!. . .
أتساهمون في تكريم هيئة إن تمسسكم حسنة تسؤها، وإن تصبكم مصيبة تفرح بها، وتريد بكم العسر ولا تريد بكم اليسر؟!.
أتساهمون في تكريم هيئة لا تكرمكم. . ولا تحفل بكم. . مالكم كيف تحكمون؟!. . . أف لكم، ولما تكرمون؟!. . .
إننا لا نستطيع أن نحتفل بذكرى هيئة الأمم إلا إذا أقامت لنا الدليل ساطعا على حسن نواياها. . وأكدت لنا - بالفعل لا بالقول - أنها جديرة بأن نحتفل بذكراها، ونشيد بمآثرنا، وصيغها!. . .
وإلى أن تحقق هيئة الأمم وعودها، نرجو لها التوفيق، وندعو لها بالخير، لتعمل على توطيد دعائم السلم، ونشر ألوية السلام!. . .