للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

راحا يسألاني هل جئت أليهما بالحلوى؟ ألقيت بالتحيات ألقت علي التحيات. ثم قالت لحنة إن زوجها قد ذهب إلى السوق في مكان لا اعرفه - غير انهم ينتظرون عودته في نفس الليلة.

- أكنتم تقرءون؟

- أجل

- وماذا كنت تقرئين يا مريم؟

- كتاباً من الشعر ألفه شاعر في مدريد

- ومن هذا الشاعر؟

- شاعر يأتي كل عام لينصب المراوح يوم عيد الثيران

- أشاعر ينصب المراوح؟ لقد أصلبك الخبل

- نعم ينصبها. وما ذاك إلا إنه مولع بمصارعة الثور

- أذن فما هو بالشاعر

- بلى إنه لشاعر

- وكيف علمت إنه شاعر؟

- إنه إذ يتحدث فحديثه النظم، وإذ يكتب لا يكتب شيئاً سوى النظم

فأخذت الكتاب الذي كان في يد مريم فقرأت فيه بعض الأبيات. ولما كان القليل يدل على الكثير فقد قلت لها:

- إني لا أراه شاعراً ولا أرى في هذا الكتاب شعراً

- وماذا فيه إذن؟

- فيه النظم

- وهل كان الشعر والنظم إلا شيئا واحدا؟

- ليسا بالشيء الواحد

- إني أراك تسخر مني يا انطون. أليس الشعر والنظم شيئاً واحداً؟

- كلا فقد يكون في الكتاب نظم ولا يكون فيه شعر. وقد يكون فيه الشعر دون النظم

- رويدك فما النظم إذن؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>