العرب فتحمس وتألم لنسيان بلاده هذا الفيلسوف العظيم الذي
أنتجته المدرسة العربية في بغداد على حين يبعث الوفاء
لعبقرية الأوربيين للاحتفال بعيدة الألفي. وأردف سكرتير
المجتمع العلمي العراقي حديثه بقوله لماذا لا يحتفل العرب
بالفيلسوف العربي يعقوب الكندي وهو عربي أصيل؟ وبعد
مفارقتي الدكتور جواد علي راجعت كتاب أخبار الحكماء
للقفطي وكتاب طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة وكتاب
فهرست ابن النديم وقد ذكر هؤلاء ترجمة الكندي إلا أن
الغريب أنهم لم يذكروا تاريخ وفاته غير أني وجدت الأستاذ
الزيات يذكرني في كتابه القيم تاريخ الأدب العربي أن وفاة
يعقوب بن إسحاق الكندي سنة ٢٤٦هـ ومعنى هذا أنه قد
مضى على عيده الألفي حوالي ١٢٤ سنة ولكن لا يمنع ذلك
من إقامة احتفال فخم لإحياء ذكرى أول فيلسوف عربي
أصيل؛ ذلك لأن الشعور القومي العربي كان قبل قرن يرزخ
وينوه بأعباء الاضطهاد التركي واليوم قد تنفس العرب
الصعداء بعض الشيء وتحرروا قليلاً من ربقة استعمار ليخلفه
آخر. ولقد فهموا قيمة الاعتزاز بالأمجاد وتقديس الذكريات في