للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أبي ماضي. . . وإن كنت أيضاً لا أحب أن أتعرض لشكواه من أن القراء يقدرونه أو لا يقدرونه. . . إلا أنه آلمني حقاً أن ناجي يود أن تتخلص الرسالة من شعرائها (التافهين)، أو على الأصح يود أن تقف الرسالة (رسالة الشعر) عليه وعلى أمثلة من الملهمين. . .

هذه يا سيدي الأستاذ - علة الشرق الحديث، وهذا داؤه. . . كلنا يحب أن يطغى على غيره. . . لا عمل لنا إلا قتل الناشئين في مهدهم. . . أما أن نفسح لهم الطريق - ولا أقول - نقومهم ونرشدهم. . . أما أن نتخذهم تلامذة لنا. . . نقول لهم هذا صحيح فاتبعوه، وذاك خطأ فاجتبوه. . . فليس هذا من دأبنا.

وليس الذنب ذنب (ناجي) وحده - فيما أرى - فلقد سمعت منذ أشهر أحد الأدباء الكرام يتهجم هو أيضاً على الشعراء من شباب اليوم ويتهكم قائلاً: إنهم يقولون الشعر وهم بعد لم يحفظوا (كتب المحفوظات في المدرسة). . .

وهكذا يستعدي ناجي الرسالة على الناشئين من الشعراء وهي المجلة الوحيدة في الشرق التي لا تشتري الأسماء ولا تنشر إلا ما يستحق النشر في وقت دأبت فيه جل مجلات الشرق على أن تشتري قراءها بأسماء ضخمة مقدمة ومؤخرة بالألقاب. . . وفات ناجي أن الرسالة أستاذ قبل أن تكون مجلة، وأن قراءها تلامذة قبل أن يكونوا قراء. . .

وبعد فما أحب أن أطيل الحديث مع ناجي، ولكني أود أن أقول له: لم لم أكتب للرسالة ناقداً وموجهاً؟!. . . لم لم يجابه أولئك (التافهين) بشعره على صفحات الرسالة؟!. . .

وبعد فيا صاحب (الليالي القاهريات). . . إني لأذكر أن الرسالة حدثتنا - منذ زمن - أنك أنكرت على الناس جحودهم لشعرك فحرقته - على ما أذكر - ويومها كنت أرثى لك وأترحم على شعرك. . . أفلا تخاف - يا شاعري - أن ينكر عليك شعراء الشباب هذا الجحود، فيفعلون بأدبهم مثل ما فعلت بأدبك في شبابك؟!. . . ويومها - يا سيدي - أقسم لك أننا سوف نفقد تلك الروح العذبة الرقيقة التي تسيطر على شعر الشباب. .!!. . لقد قالت الرسالة يا سيدي الشاعر في عددها الأخير على لسان الأستاذ المعداوي (إن الرسالة لن تغلق أبوابها يوماً في وجه أصحاب المواهب والملكات).

أسامة

إنني أشاطر الأديب (أسامة) تقديره لشعر الدكتور إبراهيم ناجي ولا أرى في تعقيبه ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>