للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تنوح فيعوي، أو تصيخ فيمحى ... ويصبح شيئاً من سكون المحارب

برت آية البهتان جلدة وجهه ... مطايا رياء لا تضيق براكب

إذا قيل هذا الصخر ماء. . رأيته ... يردد للينبوع شوق السباسب

وأن قيل هذا الماء نار. . رأيته ... عليها مجوسياً عريق المذاهب

وإن قيل تلك النار فجر. . رأيته ... أذان مصل هز سمع الكواكب

وإن قيل هذا الفجر قبر رأيته ... من الثكل يستجدي دموع النوادب

تلاشي بلا موت، وأودي بلا ردي ... لعل بهذا النعش بعض المكاسب. .

أمانك ربي منه! هذا منافق ... أخف لقاء منه وجه المصائب

إذا انفردت بالله أبعاد نفسه ... - وهيهات - يلقاه يزهو المحارب

وأن مر جلاب الفتات، رأيته ... بلا أي ذنبن في سرابيل تائب

تقوس وأستخذى على الزور ظهره ... وكبر لا لله، بل للرغائب

فخلت صلاة لم يحن بعد وقتها ... وظلاً من الأوثان فوق المناصب. .

ووجه سراب البيد يخشى ظنونه ... فيزور عن رؤياه خوف العواقب

يمر به مر الظنون كأنه من الذعر صدق مر في وجه كاذب

وتمعن في نجواه عرافة الضحى ... فتنكت في خط على الرمل خائب

يعلم أجواز الفلا كيف تصطفى ... لظلمائها ود الرياح الحواصب

تعمى على مرآته، فهو صوبها ... رؤى صد إطي الزجاجة هارب

يخادع حتى نفسه، فطريقها ... بجنبيه جب قاعه في الجوانب

تهدج، واستحيا، وهوم، واختفى=بجفنين سعاءين تحت المسارب

لمحت فلاه من بعيد، فصرصرت ... بسمعي رياح الخاتل المتثائب

فقلت: معاذ الله ضعف وقدرة ... وليل ضياء فيه فجر غياهب!. .

ووجه دعى الأفق، لا شأن عنده ... بما حط في أعماقه من مثالب

طغى فوقه ضب الغرور، فأنفه ... كرمت طير كفنت بالطحالب

يشيح فضاء الله خزياً لحمقه ... وتعوي له حزناً شقوق الجنادب

تورم، وانقدت من الصدر نفسه ... فلم يبقى منه غير تل المناكب

<<  <  ج:
ص:  >  >>