والله سبحانه وتعالى حين حرم الخمر في كتابه المنزل بين أن (إثمها) أكبر من (نفعها) ولم يحرمها لأنها تقصر العمر فلا يطول. .
والخمر في الجاهلية الأولى معروف أمرها بين القوم، ومن الجاهلين الشاربين من امتد به العمر حتى ذرف على المائة أو المائتين فمد في المعمرين. وفي الجاهلية الآخرة - أعني في هذا العصر الحديث - نجد مصادقة ذلك بين من نعرف ومن لا نعرف من الناس.
ويبقى بعد هذا أن أتوجه بسؤال آخر ينتظر الجواب: لنفرض أن مخموراً أو مصدوماً توفاه الله، فهل وفاه الأجل لأنه شرب أو صدم، أو هل شرب أو صدم لأن الأجل وفاه؟
وبعد: فالجواب الصحيح على سؤالنا هذا هو بعينه الجواب الصحيح على سؤالنا ذاك.
الزيتون
عدنان
حول محاضرة الدكتور ناجي
طالعتنا مجلةالرسالة بتعليق موجز على محاضرة الدكتور إبراهيم ناجي عن (الشعر العربي المعاصر)، وقد كنت أحد الذين استمعوا إلى المحاضرة. ولا بد أن أشهد أن التعليق الذي نشرته (الرسالة) لم يحاول أن يكون منصفاً.
مثال ذلك أن يرجع حضرة الأستاذ المعقب إلى عبارات التفكه التي وردت في المحاضرة على أنها أقوال جدية، كقول الدكتور ناجي إن لم يوجد شاعر تافه إلا لقي في الرسالة باباً مفتوحاً لشعره، ثم حاول التعليق أن يسخر من المحاضر، فيقول إن ناجي يعزي نفسه بأن الناس لم تحفل بشعره - لأن أكثر الشعراء الخالدين لم يفهموا في عصرهم. والواقع أن ناجي لم يذكر ذلك إلا في معرض الحديث عن الشاعر السوداني ميشيل يوسف التيجاني، وهو شاعر غير معروف، تنبأ له المحاضر بالشهرة في المستقبل، أما ناجي نفسه فلا أحسب أن عنده شعوراً بالنقص من هذه الناحية فقد خرج شعره عن آفاق مصر إلى حيث ترجمه المستشرقون.
ويقول الأستاذ المعقب في سخرية، إن شوقي سقط أمام ناجي! وما الذي يمنع؟ هل تقفون النجاح على الشاعر أم على الشعر نفسه؟؟