ولكن كيفما يكون الضوء فإننا نعرف أنه توجد أشياء لها نفس نظامه، مثل أمواج اللاسلكي والأشعة السينية والإشعاع الحراري والأشعة فوق البنفسجية. كل هذه الظواهر ذات طبيعة تماثل طبيعة الضوء ولو أنها لا تحدث تأثيراً على أعيننا مثلما تحدثه أشعة الضوء.
فإذا اعتبرنا الضوء وموجات في الأثير - ونحن لا نملك إنكار الأثير على الرغم من شكوكنا الحديثة - فإننا نستطيع في سهولة رؤية الفرق بين الضوء وهذه الظواهر الأخرى. فإن أمواجها إما أن تكون أطول أو أقصر من أمواج الضوء ولو أن لها نفس طبيعة أمواج الضوء وترحل بنفس سرعتها.
وليس معنى ذلك أن كل أمواج الضوء ذات طول واحد؛ فبين موجات الأثير التي تؤثر على أعيننا وبين ما نسميه بالضوء توجد موجات ذات أطوال مختلفة. وعلى هذه الحقيقة يتوقف وجود الألوان المختلفة. فأطول موجات الضوء ينتج فينا إحساساً باللون الأحمر، وأقصرها ينتج فينا إحساساً باللون البنفسجي. أما الألوان الأخرى فأمواجها بين هذين الطولين. وما نزعم أنه ضوء أبيض ليس إلا خليطاً من مختلف الألوان. ونستطيع رؤية ذلك إذا مر الضوء الأبيض خلال منشور زجاجي. فالنشور يحلل أطوال الموجات المختلفة فنرى أشرطة ملونة محدودة بين اللونين الأحمر والبنفسجي.
العناصر والضوء:
كان السير إسحاق نيوتن أول من أثبت أن اللون الأبيض كركب من مختلف الألوان. ولقد تقدم تحليل الضوء تقدماً كبيراً، ويعد الآن أهم فرع من فروع الطبيعة. فجميع معلوماتنا عن النظم الطبيعية للنجوم تأتي من علم تحليل الضوء أو ما يسمة بالتحليل الطيفي (السبكتر سكوبي). والحقيقة الرئيسية التي يتألف عليها هذا العلم هو أن كل عنصر عتد إحمائه إلى درجة التوهج يعطي ثمة ضوءاً معيناً. فإذا أحمى عنصر ما ومر ضوءه خلال منشور زجاجي، فإن هذا الضوء ينتشر في أشرطة ملونة، عند فحصها نجد من بينهما خطوطاً لامعة. وقد وجد أن هذه الخطوط تطابق العنصر نفسه، وأنه لا توجد مادتان تعطيان نفس الخطوط. فمن تحليل ضوء أية مادة متوهجة نستطيع معرفة هذه المادة.
وقد طبقت هذه الطريقة التحليلية على الضوء القادم من الشمس فاستطاع العلماء معرفة