قال: كانت مصر دار تشيع منذ أيام محمد بن أبي بكر، وهرب من مصر جماعة من شيعته - عند دخول مروان بن الحكم إليها وما صنعه بأصحاب مسجد الأقدام - وكان أهل مصر لا يؤولون في فتاويهم إلا بما يرد جواب جعفر الصادق رضي الله عنه.
وسافر إلى مصر جماعة من العلوية، وكان أول علوي دخل مصر علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ودخل يدعو إلى بيعة أبيه وعمه، فسعى به إلى حميد بن قحطبة أمير مصر، فراسله سراً إشفاقاً عليه الخ. . وتوفي علي بن محمد بريف مصر الخ. . ثم دخلها إسحاق بن جعفر بن محمد الخ. . ومعه زوجته نفيسة بنت زيد وتوفيت بمصر فأراد حملها إلى المدينة فسأله أهل مصر دفنها بمصر، واتخذوا قبرها مشهداً وهو باق إلى اليوم معروف. ثم دخلها محمد بن جعفر الخ. . وكلثوم صاحبة القبر المشهور ابنته (وذكر سائر من دخلها منهم وأخبارهم ووفاتهم في فصل طويل).
١٥ - ذكر من حدّث بمصر من ولد أبي طالب (عدّ أسماء جماعة منهم ثم قال) ولو شرعت في شرحهم لخرج الكتاب عن فنه.
١٦ - ذكر من عدّل بمصر من العلويين وقبل القضاة شهادتهم.
١٧ - ذكر من كان بمصر من وجوه العباسيين.
١٨ - ذكر التشيع بمصر والبيوتات المتشيعة:
قال يزيد بن أبي حبيب فقيه مصر: أقلبت أهل مصر عن التشيع إلا جماعة: يعني بيت بني لهيعة وبني نباته، وكان أهل مصر يكتبون بمسائلهم إلى جعفر الصادق رضي الله عنه ولا يعدلون عن فتياه، ولما قدم عليهم إسحاق بن جعفر حفوا به كالكعبة، ولما توفيت زوجته نفيسة الخ. .
وأما البيوتات المعروفة بمصر بالتشيع المكشوف قديماً فمنها: عبيد الله بن لهيعة وعباس بن لهيعة، وكان الليث بن سعد فقيه مصر لما أحرقت دار عبيد الله بن لهيعة أرسل إليه الليث بألف دينار وقال استعن بهذه واعفنا من فضائل علي بن أبي طالب، فأخذها عبيد الله وأنفذ إليه حديثاً من فضائل علي ليغيظ به الليث!.
ومنها بيت الحَسَنِ بن علي بن زولاق جد أبي. بيت علم ونسك وفقه ورواية، وإنما احتمل له التشيع له لفقهه وإتقانه وتفقهه في الرواية، وكان مقبول الشهادة منذ سنة عشرين