البيومي عن مراجع المقال الذي نشره في العدد المذكور لأنه وعد ت على حد قوله - في صدر المقال أن يذكرها. وأنا أقول لا داعي لهذا السؤال فالمراجع بحمد الله كثيرة ومعروفة ولكن الذي يدعو إلى التساؤل حفاً هو هل هذا المقال أو مضمون هذا المقال وقع لياقوت الحموي وحده مع شميم أم وقع لعدة أشخاص من بينهم ياقوت وإنما الذي قام بدور المؤلف بين هذه الطرائف إنما هو خيال الأستاذ بيومي؟؟ أؤكد للأستاذ بيومي أنني من المعجبين بأسلوبه وطريقته في الكتابة - غير أن هذا الإعجاب لا يقف حائلاً دون أن أقول إنه يجب أن يكون هناك شيء من الأمانة في النقل ونسبة الوقائع إلى أصحابها في النقط الجوهرية على الأقل؛ ولا علينا بعد هذا أن يفعل الخيال فعله في صوغ القصة وتجويدها. وها ذا ياقوت الرومي يذكر هذه الوقائع في (معجم الأدباء) ص٥٠ج١٤ ويسجل المحاورة الطريفة التي وقعت بينه وبين شميم وليس بينها قصة السجود وإنما يذكرها ياقوت - عن طريق الرواية - لشاعر آخر استنشده شميم فأجاد ثم أنكر عليه نسبة الشعر وتحداه أن يأتي بشعر هذا المعنى فارتجل الشاعر أبياتاً يعتذر فيها في أن القريض قد لا يأتيه عفواً فانتزع إعجابه بهذه الأبيات وأمره بالسجود. وليس من بينهم أيضاً قصة (نشيد) النائحات على الإطلاق. وهنا يبلغ بنا العجب أقصاه غذ كيف يتصور أن تقع هذه الحادثة الفريدة لياقوت ثم يهملها وهو من هو في اقتناص الطرائف وتصيد أخبار الأدباء؟. . ثم إني أشك في وقوع هذه القصة أصلاً من شميم نفسه، شميم الذي يقول عنه ابن خلكان (إنه أديب فاضل له خبرة باللغة والأدب جم الفضائل الخ) كيف تتخلى هذه الأوصاف جميعها عن الرجل ليهبط إلى مصاف المجانين فيضع (نشيداً) للنائحات ثم يقوم بتلحينه وتمثيله مع نخبة من تلاميذه المجانين. ولو قد فعل ذلك لوجد نفسه مشمولاً بالرعاية في كتاب (عقلاء المجانين) على الأقل ولم يعرف بمهذب الدين، وصاحب فضائل، وشيخ الأدباء.
وهل من الأدب أن يلطم الشخص خده ويأمر تلاميذه من أجل النادبات النائحات. أعوذ بالله!