والمحترفين من رجال الدين، والمستهترين والمنحلين، والشيوعية والشيوعيين
وقد كتب الأستاذ المؤلف هذا الكتاب على هدى الثقافة الإسلامية المستقاة من منابعها وأصولها، وفي ضوء الإلمام بالمذاهب الحديثة، واستعان بأداة الكاتب المبين وثقافة الناقد البصير. وقد ألف قبله كتاب (العدالة الاجتماعية في الإسلام) والكتابان يرميان إلى هدف واحد، وإن كان كتاب العدالة يميل إلى الدراسة الجامعة للأصول، أما كتاب المعركة فهو أميل إلى التطبيق. ويختلف الكتابان أيضا في الأسلوب من حيث هدوء العدالة وثورة المعركة
وإنني لأغبط صديقي الأستاذ سيدعلى هذه الروح القوية المنبثة في كتابه (معركة الإسلام والرأسمالية) وأتمنى أن يكون لي تفاؤله. . ذلك أني أرى أكبر عدو لسيادة الإسلام وعدالته إنما هو في عقولنا. . حقا هناك العداوات التي ذكرها وبين أساليبها، وهي عداوات ضارية، ولكن العداوة الأشد هي في داخلنا، هي في فهمنا العامي للإسلام، وليس هذا الفهم مقصورا على العوام، بل هو أيضا في أذهان المتعلمين الذين يتعلمون - ولا يزالون - على الأسس التي وضعها المستعمرون وقصدوا فيها إلى المباعدة بيننا وبين الإسلام، بل هو أيضا في أذهان من يسمونهم (رجال الدين) الذين يجارون ذلك الفهم، من أثر العكوف على الجدل العقيم الذي تزخر به الشروح والحواشي
وقد بين الأستاذ ذلك في هذا الكتاب، ولكنه متفائل قوي الأمل في النصر القريب، ولكني لا أرى محاربة العدد الكامن في العقول أمرا هينا، ولا ألمح لهذه المحاربة إلا طلائع قليلة العدو أغبطها ارجوا لها التوفيق
العيد الألفي لابن سينا
ذكرت في الأسبوع الماضي أنه تقرر تأجيل الاحتفال بالعيد الألفي للفيلسوف ابن سينا إلى ربيع سنة ١٩٥٢ وكان مقررا إقامته في أكتوبر سنة ١٩٥١ ببغداد، ووعدت ببيان سبب لهذا التأجيل.
تقوم بالنظر في هذا الاحتفال الإدارة الثقافية بالجامعة العربية وهي دائمة الاتصال بالحكومة الإيرانية للتنسيق بين الاحتفال العربي المعتزم إقامته في بغداد وبين الاحتفال الإيراني المعتزم إقامته في طهران. ولما تقرر تحديدا أكتوبر سنة ١٩٥١ لاحتفال بغداد