الإنجليز مسجد (وكنج) ومجلة (إسلامك ريفيو) أتطلع إلى اليوم الذي ينهض لمثل هذا العمل الجليل من هو خير مني وأقدر على تصوير هذه الحياة وأعماله الباهرة التي ألقى على أكتافنا عبء الاستمرار فيها، تلك الأعمال التي نهضت بديننا الحنيف الذي يهدف لخير الإنسانية.
حياته:
ولد الحاج خواجة كمال الدين سنة ١٨٧٠ في البنجاب، من أسرة كشميرية ذات مكانة في المجتمع الهندي؛ اشتهر ماضيها بخدمة الإسلام. كان جده عبد الراشد شاعرا مشهورا، جلس على منصة القضاء لإسلامي في مدينة لاهور رئيسا للقضاء أثناء حكم السيخ، وكان أخوه الأكبر خواجا جمال الدين المسؤول عن نشر التعليم بين المسلمين في كشمير وإمارة جامو؛ لذلك نستطيع أن نعزو إلى الوراثة من أسرته، أقباسا من تلك العزيمة الجبارة التي جعلته داعيا لا يشق له غبار في خدمة الإسلام.
وابتدأ تعليمه في كلية (فورمان) المسيحية في لاهور، وإلى هذه الكلية تعزي معرفته العميقة بأسرار الديانة المسيحية، وأدق التفاصيل في الكتاب المقدس، وكان لهذا الاطلاع العميق أثره المباشر في التغلب على رجال الدين من المسيحيين في المناظرات العامة التي كانت تقام بينه وبينهم في لندن. وحصل على درجته الجامعية (ب. ع.) عام ١٨٩٥، وتسلم وسام جامعة البنجاب في العلوم الاقتصادية، وهذا النجاح مهد إليه الطريق لكرسي الأستاذية في التاريخ والاقتصاد في الكلية الإسلامية في لاهور، وبقى هناك أربع سنوات أصبح في نهايتها مديرا لهذه الكلية. وبعد حصوله على بكالوريوس الحقوق عام ١٨٩٨ اشتغل محاميا ناجحا في بشاور مدة سنوات ست، وعاد عام ١٩٠٣ إلى لاهور حيث أصبح من المحامين الممتازين في محكمة البنجاب العليا، كان فيها موضع احترام القضاة والناس بلا استثناء، وبقى في لاهور حتى شد الرحال إلى بلاد الإنجليز عام ١٩١٢.
وفي بداية هذه الفترة من حياته الأخيرة في لاهور، أخذ يحس إحساسا عميقا بالهوة التي ينحدر إليها الإسلام تدريجيا من الانحلال والتراخي، ولهذا السبب راح يستعمل ما عنده من أوقات الفراغ فيطوف في أرجاء الهند ملقيا المحاضرات عن الإسلام. ولم يمض على عمله هذا غير وقت قصير حتى اعترفت الجامعة الإسلامية في إليجات أداه للإسلام من خدمات