العموم تعبيراً، والتعبير خروج من الذاتية إلى الموضوعية؛ وعلى قدر اقتدار الفنان على أن يضمن شعره جانبي الذاتية والموضوعية تكون عبقريته.
فطبيعة الشعر - حسب هذا التحليل - لا تسمح بأن يكون لغة حياة، أو لغة حوادث ومادة حوار. . فالمسرحية الشعرية مثلاً كائن فني يبتدئ في ثوب ممتاز، غريب على الواقعية، إلا أنه على قدر هذا نجاح هذا الكائن الغريب في تمثيل الحياة، يكون نجاح الفنان وتوفيقه.
إن الشعر ليحمل في طبيعته الذاتية قوى تأثيرية، يحتاج إليها تصوير الحياة من وجهة نظر الفنان. . فوزن القصيدة - وهو في صميمه مدى الجو النفسي لأعماق الفنان حين الخلق الفني - لن تسلك فيه الألفاظ عبثاً.
ليس البحر الشعري مجرد تقسيم مقطعي للجملة الشعرية، ولكنه زمن للتعبير الذي تحمله العبارة.
ليست القافية مجرد لفظة، ولكنها لمحة تكر على وحدة الموضوع. . وفي ذلك منتهى الشعور العميق بتكامل النفسية، أداها الشاعر الفنان على غير وعى منه؛ ولم يكن الشاعر الفنان قد قرأ تكامل منازعه النفسية في كتب (أدلر) أو غيره.
بل إن علم النفس هو الذي أستقصي قوانينه من عمق الغناء، والذي أراه سليماً أن الفنان الحق تعبير صاف، خالص من الشوائب، عن أعمق، وأصرح، وأصدق المشاعر الإنسانية.
هو الشخص الذي إذا أتيح لسائر أعضاء المجتمع الذي يملك (الميكروسكوب). . وما أصدق وأدق المثل الإنجليزي القديم الذي يقول