ولكن مولانا محمد علي، كان الرغم من تلك، يذهب أيام السبت من كل أسبوع في صحبة بعض الأصدقاء سيراً على قدمية، ويعود صباح الأحد لمواصلة أعماله في الكلية.
وحينما أراد العمل في المحاماة والتمس النصح والإرشاد من المجدد، فأشار عليه أن يتريث قليلاً في الأمر، لأنه يفكر في إصدار مجلة تحمل رسالة الإسلام إلى أوروبا وأمريكأن وأنه يرغب في أن يتولى تحرير المجلة والإشراف عليهأن فاستجاب للرغبة الكريمة، وأقلع عن فكرة الاشتغال بالقانون، وعكف على عمله الجديد بكل ما أوتي من عزيمة، كان يغذيها الإيمان العميق بالرسالة السامية التي وقف حياته عليهأن وأخذ الذكاء الجبار الجيش، ويتحرك في النفس العظيمة المؤمنة، وراحت العبقرية الفذة تنطلق إلى آفاق العمل بأجنحة من نور، ومضت المقالات المركزة تتحرك إلى ميادين المعارك في أوروبا وأمريكأن تحمل في طياتهأن بلغة إنجليزية أنيقة، يطل من وراء كلماتها خيال شرقي رائع جميل، لإيقاع العالم بما في الإسلام من جمال وروعة وحلول عملية لأعقد مشاكل الحياة، ولقد مرت عليه خمسون سنة وهو لا يكل ولا يمل في هذا العمل المجيد الذي كان توفيق الله حليفه فيه.