ولست بقائم كالغير يدعو ... قبيل الصبح حي على الفلاح
ولكني سأشربها شمولا ... وأسجد عند منبلج الصباح
فو الله لا وطئ لي بساطا أبدا، وهو كافر. فمن بالباب غير من ذكرت؟ قال: جرير بن عطية قال: فإن كان لا بد فهذا - فلما مثل بين يديه قال اتق الله يا جرير ولا تقل إلا حقا، فأنشد قصيدة من رائع الشعر يشكو فيها ما أصاب قومه، ويذكر ما يرجونه من جود الخليفة وعطفه، ويمدح عمر مدحا سريا وفيها يقول
كم باليمامة من شعثاء أرملة ... ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر
ممن يعدك تكفي فقد والده ... كالفرخ في العش لم ينهض ولم يطر
يدعوك دعوة ملهوف كأن به ... خبلا من الجن أو مسا من البشر
إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا ... من الخليفة ما نرجو من المطر
أتى الخلافة أو كانت له قدرا ... كما أتى ربه موسى على قدر
فقال يا جرير والله لقد وليت هذا الأمر وما أملك إلا ثلاثمائة درهم، فمائة أخذها عبد الله (يريد ولده) ومائة أخذتها أم عبد الله. يا غلام أعطه المائة الباقية، فخرج جرير يقول - إنها لأحب مال كسبته إليز ويسأله الشعراء: ما وراءك؟ فيقول: ما يسوءكم. خرجت من عند خليفة يعطي الفقراء ويمنع الشعراء. . وإني لراض عنه