للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بواسطة الشعب ومنه وتعمل لمصلحته وبرضاه وهذه هي الحكومة الديمقراطية الحقة.

ويلاحظ أن هذه المبادئ كانت تعتبر ثورة على أنظمة الحكم القائمة وقتذاك. ذلك أن الدول التي كانت قائمة في أوربا وفي غيرها من بلاد العالم - ما عدا بريطانيا - كان نظام الحكم فيها نظاماً استبدادياً رجعياً يقوم لمصلحة بعض الطبقات فتنعم بينما تشقى أغلبية الشعب التي كانت محرومة من حرياتها وكافة حقوقها وعليها أن تشقى وأن تعمل لإسعاد فئة قليلة مترفة من الشعب، وكان ذلك من أهم أسباب الثورة الفرنسية الكبرى (١٧٨٩) التي قلبت نظام الحكم في فرنسا وأقامت الحريات لأول مرة في أوربا في تأريخها الحديث.

رابعاً: تقرر أن يترك لكل ولاية حكمها الذاتي وأن تتمتع بحق السيادة، ولا تتدخل الحكومة الاتحادية في حقوق الولاية الخاصة.

خامساً: تقرر أن تنشأ حكومة اتحادية أو فدرائية للولايات جميعاً، ولكن ما مدى سلطتها وما مدى حقوقها وكيف تتكون؟ كانت كل ولاية حريصة على حريتها وعلى عدم الحد من سيادتها، ولكن من جهة أخرى لم تكن الولايات آمنة من غزو الدول الأخرى، وما من ولاية كانت قوية إلى حد يمكنها من حماية تجارتها الخارجية، وكانت الولايات في حاجة ماسة إلى شبكة من الطرق لأجل التجارة والنقد والبريد. وإذن فلتقم الحكومة الاتحادية لتتكفل تحقيق هذه المصالح المشتركة للولايات جميعاً. وقد وضح الدستور نظامها وسلطاتها ووافقت عليه الولايات المختلفة، وأصبحت أمريكا أرض الحرية فهرع إليها المعذبون والمضطهدون من سكان القارة الأوربية.

سادساً: تقرر أن تكون الدولة الجديدة جمهورية، وقد اختير جورج واشنطن زعيم حركة الاستقلال فكان أول رئيس للجمهورية ثم أعيد انتخابه للمرة الثانية، ولكنه رفض أن يرشح نفسه مرة ثالثة خوفاً من أن يصبح ذلك قاعدة، وربما تمكن أحد الرؤساء الذين يتجدد انتخابهم من قلب هذا النظام الجمهوري إلى نظام ملكي، وهذا يدل على تمكن النظام الجديد من نفس الشعب الأمريكي.

وفيما يلي وصف لتوزيع السلطات الثلاث في الحكومة الفدرائية:

أولاً: السلطة التشريعية:

تقرر أن تكون في يد الكونجرس (البرلمان) وهو يتألف من مجلسين:

<<  <  ج:
ص:  >  >>