أدب المقالة والبحث (أصول الأدب) للزيات، و (فن القول) لأمين الخولي في مجال البلاغة التجديدية، و (حياتي) لأحمد أمين في ميدان أدب التراجم الذاتية، و (صقر قريش) لعلي أدهم في نطاق الدراسة التي تمزج بين الأدب والتاريخ. . هذا عن الأحياء، أما عن الذاهبين فأستطيع أيضاً أن أذكر (إبراهيم الكاتب) للمازني، وأن أخفض قلمي لأحمد شوقي في كثير من أعماله الفنية!
وأنت ساخط على أدب الشباب وأنا والله أشد منك سخطاً، ولكن في أدب الشباب أشياء لا أستطيع (على قلتها) أن ألغيها كما ألغيتها أنت، خضوعاً لمنطق السخط العام أو لمبدأ الثورة العاصفة التي يطيب لها الهجوم وهي معصوبة العينين. . ترى هل قرأت في مجال الدراسة الأدبية والنقدية (نماذج فنية) لأنور المعداوي، و (التصوير الفني في القرآن) لسيد قطب، وفي مجال القصة الطويلة والقصيرة (بداية ونهاية) لنجيب محفوظ و (قنديل أم هاشم) ليحيى حقي، وفي مجال الشعر الفني (أين المفر) لمحمود حسن إسماعيل، وفي المجال نفسه من إنتاج الذاهبين (الملاح التائه) و (الشوق العائد) و (أرواح وأشباح) لعلي محمود طه؟ أشك في أنك قد قرأت لهؤلاء، ولقد بدأت القائمة باسمي لغرض خاص. . هو أن أجعل كل قارئ يغرق في الضحك ويخبط كفاً بكف، حين أقول له إنك لم تقرأ كتابي مع أنك قد كتبت عنه افتتاحية (الثقافة)! ومرة ثالثة أو رابعة أرجو أن يتسع صدرك لثورتي كما اتسع صدري لثورتك، وأن تثق كل الثقة من أنني لا أقصد إلى النيل منك بشيء من السخرية أو بشيء من التجريح!!
لقد أكدت لقرائك أنك قرأت كتابي حرفاً حرفاً، وأنا أؤكد لهم أنك لم تقرأ منه غير المقدمة ثم أعقبتها بمقال أو مقالين، ثم أكملت القراءة في (الفهرس) كما يفعل الكثيرون في هذه الأيام. . أتريد مني دليلاً على صدق ما أقول؟ إن الدليلالذي لا يدفع هو أنك لم تناقش فصوله نقاشاً (موضوعياً) كما كنت أنتظر من أستاذ في الجامعة! كل ما فعلته هو أنك هاجمت الكتاب وصاحبه هجوماً عنيفاً ختمته بهذه الكلمات: (لا، لا تصدقوا الأستاذ المعداوي في ثورته، إنه ليس بالثائر كما رجونا لشبابه الفتي الطموح أن يكون، إنه لا يزال يسير على النهج الذي لابد من الثورة الحقيقية على أسسه وأوضاعه؛ إنه لا (يخلق) جديداً على نحو ما يخلق الأدباء الفجول؛ إنه لا يزال - مثلنا - عبداً من العبيد الذين