كم ناهد في اللاعبات صغيرة ... ألهته عن حقد بمصر صغار
يرشو عليها الوالدين: ثلاثة ... لم أدر أيهم الغليظ الضارى
المال حلل كل غير محلل ... حتى زواج الشيب بالأبكار
سحر القلوب فرب أم قلبها ... من سحره حجر من الأحجار
دفعت بنيتها لأشأم مضجع ... ورمت الصبا والحسن بالدينار
بعض الزواج مذمم، ما بالزنا ... والرق إن قيسا به من عار
فتشت لم أر في الزواج كفاءة ... ككفاءة الأزواج في الأعمار
أسفي على تلك المحاسن كلها ... نقلت من (البال) إلى الدوار
إن الحجاب على (فروق) جنة ... وحجاب مصر وريفها من نار
وعلى وجوه كالأهلة ورعت ... بعد السفور ببرقع وخمار
وعلى الذوائب وهي مسك خولطت ... عند العناق بمثل ذوب القار
وعلى الشفاء المحييات أماتها ... ربح الشيوخ تهب في الأسحار
في هذه القصيدة يسمعنا رأيه صريحاً، لا يهاب ولا يخشى، فيدعوا أصحاب الأقلام ليستلوها على هؤلاء العابثين الذين لاهم لهم إلا إشباع شهواتهم، وعلى الذين يتجردون من العواطف الإنسانية ويبيعون بناتهم بيع السائمة طمعاً في الأموال. . .
ثم يكون في قصيدة أخرى أبعد صراحة وأكثر تأييداً للمجددات من نساء مصر، ممجداً مقام المرأة، ضارباً الأمثال بالرسول الكريم في معاملته للنساء. وبأمهات المؤمنين في العزة والكرامة والعلم والمعرفة، وكيف أنهن حملن تراث الشريعة الإسلامية وشاركن الرجال في التجارة والحرب والسياسة، فيقول في قصيدته (مصر تجدد مجدها):
قم حي هذي النيرات ... حيى الحسان الخيرات
واخفض جبينك هيبة ... للخرد المتحفزات
زين المقاصر والحجا ... ل وزين محراب الصلاة
هذا مقام الأمها ... ت فهل قدرت الأمهات
خذ بالكتاب وبالحدي ... ث وسيرة السلف الثقات
وارجع إلى سنن الخلي ... قة واتبع نظم الحياة