فكتابة وليد تشوق ولهفة رجب لرسول الله وأهل بيته، ومن ثم ينهى مقدمة الكتاب بهذه الكلمات (كان الفراغ من تبييض هذا الكتاب بمكة المكرمة. وببيت الله الحرام بجوار الكعبة المعظمة)
ولا يقتصر الكاتب على ما نقله من كتب السيرة، فإنه أزجى في كتابه الفريد مقالات مما كتب المسلمون في الذكريات الإسلامية المجيدة، فوضع كل مقال في بابه، فجاء منسجماً كالعقد نضدت جواهره ولآلئه في سمط محبوك الأطراف، وإن كنا نأخذ على المؤلف الفاضل انه أسرف في الاقتباس بإيراد ومقالات الصحف السيارة، ولكنه يعزز ذلك بقوله (وإلى جانب ما قمت باختياره ووضعة، وتلخيصه وجمعه، اخترت بضع مقالات دبجتها يراعه بعض الكتاب الأفذاذ في العصر الحاضر، رأيتهم أخلصوا النية فيما كتبوه بأقلامهم وسطروه في صحفهم لله ولرسوله، واستجابوا فيها لوحي إيمان العميق، ونور الإسلام المشرق الوضاء، وجدتها مبعثرة هنا وهناك في الجرائد والمجلات، فجمعت شملها وألفت بين المتفرق منها ليعم الانتفاع بها)
فالرجل قد بذل جهداً في جمع الأشتات والتأليف بين النظائر، وانتقاء المحاسن، ولم يقصر مؤلفه على مجرد السرد والقصص واستخلاص العبرة من حياة خاتم المرسلين، ذلك لأنه أراد من مؤلفه وجه الله ولم يرد الكسب المادي كما سلف الكلام والكتاب فوق هذا وهذا تحفة فنية جميلة، إذ وشاه صاحبه بنقوش جميلة للآيات القرآنية الجميلة، مكتوبة بأيدي كبار الخطاطين، ورسوم للأماكن المقدسة لا تكاد تقع عليها العين حتى تفيض لما عرفت من الإيمان وبعد، فإن الحاج عباس كرارة يستحق تقدير كل مسلم لهذا الجهد الذي يبذل في خدمة الإسلام وتفقيه المسلمين بدينهم. وفقه الله وأثابه