زال يواصل الليل بالنهار مجدا مكافحا في البحث والتنقيب حتى بلغ فيه مقاما علميا عاليا، وقد أنشأ لذلك مجلة سماها (جنتيكا) أي التناسليات
ولم يكتف بذلك بل دفعه حبه البحث والوصول إلى الجديد من الآراء إلى تحمل المشاق وتجشم الأسفار والاغتراب عن وطنه، فزار أفريقية الجنوبية وزيلندا الجديدة واستراليا، ليدرس الأحوال التي تنشأ فيها النباتات الهجنة في الطبيعة، ثم زار إيطاليا في ربيع سنة ١٩٣١ لإتمام بحثه عن نبات (مهجنات البرميولا) وهو من النباتات التي تنبت في الربيع، وهناك قضي نحو شهرين أتم فيهما عمله الذي بدأه قبل ذلك بسنوات في منطقة البحيرات الإيطالية
لقد كان الدكتور لوتس وافر النشاط خصب الإنتاج يسعى بجهد متواصل لا يكل ولا يسأم، لا تثنيه الصعاب ولا تعوقه العقبات في سبيل ما يسعى إليه وتحقيق ما يريد. فإذا تجاوزنا عن مؤلفاته العلمية والفنية جدنا له مؤلفات أخري ذات قيمة عظيمة في دراسة تناسل النباتات منها:(النشوء) وهو كتاب دون فيه آراءه الخاصة، و (تاريخ نشوء المملكة النباتية) وهو مؤلف عظيم اشتمل على دراسة تسلسلية للنباتات وتطورها، وكتاب (نظريات التسلسل) وقد ضم فيه محاضراته وغيرها. وقد كانت كتبه موضوعا للبحث والمناقشة؛ وذلك لأن العلماء كانوا يجدون فيها مجالا للبحث والإنتاج لما كان لصاحبها من ملكة نفاذة
وقد ظل عدة سنوات يحرر مجلة (سنترابلت) ويبسط فيها آراءه الخاصة ونتائج أبحاثه الكثيرة، وقد بلغ لوتس مقاما علميا عظيما فكان يدعي إلى كل المؤتمرات النباتية الدولية، وتهافتت على طلبه الجامعات الكبيرة في مختلف أنحاء البلاد، فسافر إلى الولايات المتحدة وزيلندا الجديدة واستراليا وجنوب أفريقيا ثم انتهى إلى مصر. . ومن خصائصه أنه كان لغويا بارعا ناضج الفكر، ومحدثا لبقاء حاضر البديهة. . يحفظ عددا من النوادر التي جمعها من رحلاته الكثيرة. وكان يروي ما شاهد في رحلاته بطريق شائقة جذابة يظهر فيها الظرف والسخرية من الحياة
وأضاف الدكتور لوتس إلى عالم التناسليات مذهبا يقول بأن أنواعا جديدة تنشأ من مناسلة الأشكال المعتمة، لأنها إذا تناسلت اجتمعت منها مجموعات مختلفة الصفات عن النسل