وبناء مجدها. فلو لم يكن لشعبك إلا هذا الفضل؛ فضل المشاركة الخطيرة في تشييد الحضارة الإسلامية وخدمة اللغة العربية ونشر هذه الحضارة والغة، لكان ممثله خليقا أن ينضم إلينا في أسرتنا الجامعية فيضيف إلينا شرفا ومجدا. ثم إن انضمامك إلينا يشرفنا لأن شخصك خليق أن يشرف كل من ينضم إليه، يمثل الجهاد في أروع صوره وأقوى مظاهره، يمثل الجهاد في سبيل مجد الوطن، وفي سبيل حريته واستكمال سيادته، ويمثل جهاد النفس في سبيل التغلب على المصاعب، وقهر المشقات، وتذليل العقبات، وتيسير ما لم يكن سبيل إلى تيسيره لولا هذه الإرادة القوية التي تستمد من إرادة الشعب الإيراني، والتي لا تعرف قهرا ولا خضوعا للخطوب. إنك يا سيدي الرئيس قد تعلمت في إيران ثم سافرت إلى أوربا فدرست في فرنسا، ثم عدت إلى إيران، ثم سافرت إلى أوروبا فتخرجت في سويسرا، ثم عدت إلى إيران، وفي كل هذه الرحلات كنت تقاوم الأعباء والجهد، وكنت تقاوم مصاعب الحياة. ثم إنك لم تطمئن إلى ما حصلت من علم، ولم تقنع بما أدركت من مجد، ولكنك تركت العمل الرسمي لاستئناف الدرس في بعض أوقات الشباب. ثم لم يكفك هذا كله ولكنك أبيت إلا أن تكون صورة ناطقة لشعب حر، فقاومت البغي والطغيان، وأبيت أن تذعن للاستبداد مهما يكن مظهره ومهما تكن صورته. واحتملت في ذلك آلام النفي كما احتملت في ذلك آلام السجن كما احتملت في ذلك العزلة القاسية المضنية. والشعب في أثناء ذلك ينظر إليك، محبا لك عطوفا عليك، مكبرا لجهادك ومقاومتك. وها أنت هذا الآن وقد ارتقيت إلى أرفع منصب من مناصب وطنك، وها أنت هذا الآن وقد ارتقيت إلى أرفع منصب من مناصب وطنك، تنطق باسم الوطن وترفع صوته عاليا يملأ الدنيا بكلمة واحدة هي التي تشرف بها الشعوب الحرة الأبية، وهي التي تفرض على الدنيا احترام هذه الشعوب الحرة الأبية، وهذه الكلمة هي كلمة (لا). قلتها للقوة الضخمة التي لم تتعود أن نسمع هذه الكلمة. . قلتها وأصررت عليها واضطرت القوة الضخمة لأن تسمع لها إذعانا. فنصرت شعبك الذي تعود النصر وأضفت إلى صفحاته الخالدة صفحة جديدة. فمن الحق أن نشرف بان نضمك إلى أسرتنا الجامعية من اجل هذا كله.
ولكننا قوم لا نتأثر بالمجد السياسي وحده، نحبه ونكبره ولكنا نحب قبل كل شيء شيئاً آخر هو هذا المجد العلمي. وأنت يا سيدي الرئيس عالم قبل أن تكون سياسياً. درست السياسة