للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أولا تمسي لديهم آمناً ... وترى الإحسان فيما يصنعون

قفص تصدح فيه سالماً ... أين من زينته سود الوُكون

وصحاف وشراب طاهر ... وهدوء لم ينله المترفون

قسماً لو حاسبوا أنفسهم ... لمضوا عن ذنبهم يستغفرون

أين هذا القيد من حرية ... هي أحلى لك مما يصفون

تجد القسوة فيما أحكموا ... ومعاني الظلم فيما يدعون

وتعاف الضيم في نعمتهم ... ولو اسْطَعت تخيرت المنون

وترى الشهد لديهم علقماً ... وهمو عن غيهم لا يرجعون

رب يوم عضك الجوع به ... كان أشهى لك مما يبذلون

أين ما تلقاه في أغلالهم ... من ظلال كنت فيها وعيون؟

وفضاء كنت فيه مطلقاً ... ومقيل لك في وكر مصون

وطعام لم يكن ذا غصة ... لم يكدره لديك الطاعمون

أترى القضبان في قسوتها ... كوثير العشب أو خضر الغصون؟

يا عدو الأسر في فطرته ... يا طليقاً بات في القيد رهين

أن تأملت لما تلقى به ... لن تراهم بك يوماً حافلين

كنت في جوك حراً آمناً ... فتلقتك شباك الصائدين

قتل الإنسان ما أظلمه! ... دأبه العدوان والغدر المهين

يكره الظلم إذا ما مسه ... وهو أن يأمنه شر الظالمين

يتحدى الطير في أجوائها ... ويصيد الوحش في الغار الكنين

أو لم يكف ضحايا بغيه ... من بنيه الوادعين الآمنين؟

يا أسيراً يذرف الدمع دما ... لست في بلواك معدوم القرين

كم سجين بات يبكي حظه ... مثلما تبكي، ويبكي الناظرين

هذه الدنيا لعمري قفص ... لبنيها العُزل المستضعفين

قد قرأنا الظلم في غابرها ... في فتوح الغاصبين الناهبين

فكرهناه ونددنا به ... وبرئنا من ظلال الغابرين

<<  <  ج:
ص:  >  >>