وما أنا من كل المطاعم طاعم ... ولا انا من كل المشارب شارب
ولا السيد القمقام عندي بسيد ... إذا استنزلته عن علاه الرغائب
أعود إلى فعل رغب يرغب رغبا بفتح الغين وسكونها والجمع رغائب.
من أخبار (زيد الخيل) بكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني أنه جمع طيئاً وأخلاطا لهم وغزا بني عامر وحلفاءهم. وفي هذه الغزوة أسر زيد الخيل الخطيئة الشاعر فجز ناصيته وأطلقه ثم إن. غنيا تجمعت مع بني عامر وغزت طيئاً في أرضهم فغنموا وقتلوا وأدركوا ثأرهم.
فأشاد بذلك الشاعر (طفيل الغنوي) منتصراً لقومه على طئ مجيباً لزيد الخيل الذي كان ثلبهم من قبل بانتصاره عليهم قائلا:
سمونا بالجياد إلى أعاد ... مغاورة بجد وأعتصاب
نؤمهم على رعب وشحط ... يقود يطلعن من النقاب
وقتلنا سراتهم جهاراً ... وجئنا بالسبايا والنهاب
سبايا طيء: أبرزن قسراً ... وأبدلن القصور من الشعاب
سبايا طيء: من كل حي ... بمن في الفرع منها والنصاب
ثم قال:
وما كانت بناتهم سبياً ... ولا رغباً يعد من الرغاب
جاء في كتاب الحماسة لأبي تمام عن طفيل الشاعر أنه ابن عوف ينتهي نسبه إلى (عني) بن اعصر بن سعد بن قيس بن عيلان وهو شاعر جاهلي من الفحول المعدودين يقال أنه اقدم شعراء قيس هو والنابغة الجعدي وأبو داؤد الأيادي من أوصف العرب للخيل.
والرغبة بالتاء لتأنيث المصدر وجمعها رغبات مثل سجدة وسجدات ورجل رغيب على وزن شريف وكريم أي ذو رغبة في كثرة الأكل (ذو نهم) وشاهد ذلك كما جاء في العدد ٩٤٤ من الرسالة من كلمة للأستاذ الكبير الزيات بك عن الملك عبد الله قال فيها: وظل فيها (أي الملك عبد الله) كما يظل الأسد في القفص متململا من الحصر، متبرماً بالضيق، يتطلع من خلال القضبان إلى سواحل فلسطين، ثم تمتد عينه الرغيبة إلى سهول سوريا، ثم يشرق