وقد توفي بوتشيني في بروسل، في ٢٩ نوفمبر سنة ١٩٢٤، بعد مرض طويل، ودفن حسب وصيته في قصره في توري دللاجو (شمالي إيطاليا)، ولما توفيت زوجته الفيرا في سنة ١٩٣٠ دفنت معه في نفس قبره.
مكتبة نابوليون وآثاره الخطية
عرضت أخيراً في دار التحف المعروفة (باوتيل دروو) بباريس مجموعة فريدة حافلة لآثار الإمبراطور نابليون بونابرت ومخطوطاته الشخصية؛ وهذه المجموعة التي يملكها المسيو (برويه) والتي لا تضارعها أية مجموعة أخرى من آثار الإمبراطور، تعرض الآن للبيع، وفيها عشرات من الذخائر والتحف البونابارتية في عصر الإمبراطورية، ومعظمها مما احتوته مكتبة الإمبراطور الشهيرة في قصر مالزون من الكتب النادرة الممهورة بتوقيع الإمبراطور،
والوثائق الحربية والسياسية النادرة؛ وهي تعرض تاريخ نابليون كله منذ كان ضابطاً صغيراً في حصن فالانس حتى وفاته في جزيرة سنت هيلانة سنة ١٨٢١، ومنها رسائل شخصية تصور ما كان عليه الإمبراطور من وفرة في السلطان والعزم؛ ومنها رسائل غرامية كتبها نابليون إلى (جوزفين بوهارنيه) التي غدت زوجته الإمبراطورة فيما بعد؛ وفيها يبدو القائد العظيم محباً ذلولاً يخضع لسلطان الهوى خضوع الطفل، وكان أهم ما لفت النظر منها رسالة كتبت على ورق أخضر بتاريخ يوليو سنة ١٧٩٦ وفيها يخاطب نابليون جوزفين بما يأتي: (ألست روح حياتي، وعاطفته قلبي؟ إني أؤمل أن أظفر منك برسالة هذا المساء؛ وأنت تعلمين يا عزيزتي جوزفين أي سعادة أنها لرسائلك، وإني لعلى يقين أنك تغتبطين بكتابتها. . . سأسافر هذا المساء إلى جبال التيرول، في فيرونا، ومن هناك إلى مانتوا ثم إلى ميلان، لأظفر ثمة بقبلة، فأنت تؤكدين لي أن القبلات ثمة ليست باردة ولكنها محرقة. . . ماذا تصنعين في هذه الساعة؟ إنك تنامين أليس كذلك. وأنا لست بجانبك لكي أستنشق تنفسك، أتأمل ظرف محاسنك، أغمرك بالقبلات. إن الليالي بعيدة عندك طويلة، ذابلة محزنة؛ إلى جانبك يأسف المرء أن ليس الليل بخالد، فوداعاً أيتها الحسناء الرقيقة، التي لا مثيل لها، والتي تسمو إلى السماء؛ وألف قبلة ناعمة، في كل مكان، في كل مكان. . .