أوضعوا) والواو في (جزاء الظالمين) وحذف الألفات في مواضع دون أخرى، وما رسم فيه من التاءات ممدودا، والأصل فيه مربوط على شكل الهاء، وغير ذلك. فلما جاءت هذه المخالفة لأوضاع الخط وقانونه احتيج إلى حصرها، فكتب الناس فيها أيضا، وانتهت بالمغرب إلى أبي عمرو الداني، فكتب فيها كتبا من أشهرها كتاب المقنع، واخذ به الناس، وعولوا عليه، ونظمه القاسم الشاطبي في قصيدته المشهورة على روى الراء، وولع الناس بحفظها، وسمى الشاطبي قصيدته الرائية: عقيلة أتراب القصائد، في أسنى المقاصد (بدار الكتب رقم ب ٢١٤٤٦) وشرحها كذلك شارح حرز الأماني إبرا الجمبري وغيره.
أما القصيدة الرابعة فدالية تبلغ خمسمائة بيت، أحاطت في كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد للحافظ عبد البر، وضعه في الفقه الحديث.
وللشاطبي كذلك كتاب الاعتصام وهو في الفقه على ما يبدو مما نقله عنه الأستاذ محمد كرد علي في كتابه: الإسلام والحضارة العربية (جـ٢ ص ٣٣)، ومنظومة رائية في بيان المدني والمكي من الآيات والسور، عدد أبياتها مائتان وسبعة وتسعون بيتا. (بدار الكتب رقم ب ٢٢٥٣٥).
وبعد فإنه لا يضير الشاطبي أنه استقى مؤلفاته من كتب غيره، فإنه انفرد ينظمها، ووضع رموزها وإشاراتها، وتقريب العلم بها لطلبة العلم وحفاظه، وقد أصبحت كتبه ملاذ طلاب هذه الفنون، أكثر من الأصول التي أخذت عنها.