اومضا الركب طاويا. . . شاطئ الدمع. . . والنواح. . .
بين قلب ممزق. . . ذاب في ثورة الرماح. . .
ويد تحجب الردى. . . ويد تغسل الجراح
عبر الشاطئ الجريح فرنت. . . صدحات البلابل المحزونة
وتمطى النسيم في مئزر الروض. . . وهبت عطوره المفتوحه
واستطار النشيد، كالتفت النهر. . . وثارت أشواقه المحنونه
وانحنى فوق زهرة عانقته. . . وتهاوت أوراقها مستكينة
إنها الزهرة الشهيدة تروي. . . قصة الروض للضفاف الحزينة
نسجت عطرها الخفي جناحا. . . أطلقته على ضباب السكينة
أيُها النهر بين جنبيك قلب. . . مستهام الرؤى يذيب أنينه
إنها الزهرة الشهيدة فأنضح قلبها بالندي. . . وأطفئ شجونه
ذاب في عطرها الأسى. . . مات في روحها الأنين
عبرت شاطئ الردى. . . سوف يبقى على السنين
هي رمز مقدس. . . سوف يبقى على السنين
سمها ما نشاء لست أراها. . . في فنون الأسماء. . . والأوصاف
هي معنى في خاطري للبطولات. . . وللمجد. . . والخلود الضافي
هي إن شئت ابنة النيل. . . شبت. . . في الرياض العذراء فوق الضفاف
في رفيف الضياء. . . أنبتها الفجر. . . على شاطئ الغدير الصافي
وسقاها النبع الإلهي. . . خمرا. . . من عبير الخمائل الرفاف
فسرى لحنها المعطر. . . روحا. . . ذاب في خفقة النسيم الغافي
زهرة النيل. . . وابنة الشاطئين. . . ونجوى الحمام للصفصاف
وهيت عمرها. . . لمجدك يا مصر. . . لمجد الأجيال. . . والأسلاف
ودنا الفجر فاحتمى. . . شبح الليل بالغصون
وسرت نفحة الريا. . . في رؤى الشاطئ الحزين
ومضى الراكب سابحاً. . . في رؤى الشاطئ الحزين