توشي الأرض من دمهم وتروى منه ظمآنا
فمصر تصيح أنقذني، فإن لدي ثعبانا
يسمم عذب أمواهي، فأدرك كيده الآنا
فماء النيل لا يروي على الأيام كسلانا
وحاشا مصر، ما ولدت من الأبناء خوانا
دعيني إنني غاد أشق السهل والوعرا
وأمشي حافيا عريان، لا أستصعب الحرا
أبيع ثيابي اللاتي تقيني البرد والقرا
وكتب العلم أدفعها لشار يدفع الأجرا
لأحمل بعد سكينا، وأذهب أقطع القفرا
إلى الميدان أحملها، وأحمل بينها الذعرا
لأدفع كيد مغتصب، وأصرع ذلك الشرا
إذا ما مت في الميدان لا تبكي ولا تهني
فبنت النيل ما خلقت لسفح الدمع والشجن
روحي واسألي الجيران يا أماه عن وطني
وماذا فيه يفرحنا عن الأعداء من محن
فإن أخبرت ما يسلي فؤاد الميت الحزن
فعودي وانثري زهرا على المطمور من بدني
وغني غنوة التحرير أو أنشودة الزمن
شاعر
ترنيمة الشهيد
للأستاذ كامل أمين أيوب
(إنه الصوت الأخير الذي يردده قلب الشهيد في لحظاته الأخيرة. . . أنه صوتي عندما أحظى بشرف الاستشهاد بعد أن أقف أمام الأعداء موقف المصري الجريء الحر. .)