المرير. وإن جد ففي جده العبر والعظات، والحكم والأمثال. هو ذو قلم سحري عجيب، يعطيك ألوانا من الحياة، وصورا من الواقع لمختلف الأوضاع والصور فمرة تراه ساخراً هازلا. ومرة جادا، ومرة قاسياً بمنتهى العنف والقسوة. ومرة طيعا لينا بأجمل ما تكون فيه الرقة واللين. وهذه هبة قلما أوتيها أديب.
فإلى ركب الحضارة وموكب المدنية وقافلة الأدب ومنهل الثقافة أزف تحية أديب متواضع طالما ارتشف معين الرسالة، رسالة الجيل الجديد، ومنبر الفكر الحر، ومشعل الثقافة، ومنار الأدب، ومثال الاستقامة والخلق العربي الكريم.
إليك صاحب الرسالة، وإلى صحبك الكرام، أزف هذه التحية المتواضعة، وقديما قيل: الهدية على قدر مهديها.
العمارة - العراق
خليل رشيد
ومن الحجاز
تحية ولا كتحية، ولكنها الحب الخالص يتغلغل في النفس والود الصادق الذي لم تستطع الأيام أن تحد من سورته أو أن يهد البعد من أركانه. حب لم يزل ولن يزال ناميا مع الأيام.
أستاذي! يكتب إليك ابن تربى في أحضان البلاد المقدسة، البلاد التي شعت في آفاقها أنوار الرسالة الإسلامية، ورددت جبالها أصداء القرآن الكريم، وشهدت رمالها الصامتة مذابح الوثنية وتحكيم الرجعية البالية ومحق الأنانية الصارخة.
يكتب إلى أستاذه ابن الكنانة وربيب قاهرة العصور وآية الزمن مصر المحبوبة.
يكتب إلى أستاذه وهو يصغي إلى قول الحق وجعجعة الباطل، يعلو في الفضاء لينتهي.
يكتب إلى أستاذه: ونداء الحق يسري في نبضات القلوب بعد أن طوى الإعصار واخترق حواجز السنين: صوت مصر وهي تحطم القيود الفولاذية بأيد فولاذية أقوى، وتصوب إلى الأحمق الغاصب نظرات المؤمن بحقه الصادق في جهاده المستميت في سبيل حريته واستقلاله.