للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الانحلالية والعمل على ازدهارها. . . ومثال ذلك المذهب الوجودي الذي تبناه الاستعمار في فرنسا لشل الحركة الوطنية، ليتمكن من تفريق القوى الجماهيرية. . وصرفها عن التكلف والاتحاد للتعاون على توحيد الجهود والعمل الحثيث على رفع مستوى البلاد للمحافظة على استقلالها السياسي والاقتصادي، ولغرض طعن الحركات الشعبية. إن الاستعمار ليرقص طربا عندما يشاهد الأكثرية المتهوسة مدفوعة بمثل هذه (العقائد الفاسدة!) ليخلو له الجو لبث شباكه وربط البلاد بواسطة حكومات رجعية ضعيفة لتعمل بوحيه لتحقيق أمنيته، كما هو الحال الآن في فرنسا وكثير من الدول الشرقية خاصة منها البلاد العربية!

ولو نظرنا بإمعان إلى هاتيك المذاهب وأخص بالذكر المذهب الوجودي، لرأينا أن الغاية المنشودة، لا تعد وانعدام المسؤولية في كل ناحية من نواحي المجتمع! وجعل ذاك المجتمع أو تلك المجتمعات تتخبط بفوضى غاية في الفضاضة والبشاعة! لقتل النشاط الفكري ووأد القابليات الإنسانية، ومحو الذهنية الواعية وتوجيهها توجيها منافيا للقواعد الاجتماعية السليمة!

هذا هو المذهب الوجودي، وتلك هي الغايات الخبيثة من ورائه، أما أن هناك مذاهب فلسفية تعنى بفلسفة خاصة وتهدف إلى التعمق لمعرفة ما لا يمكن معرفته، فهذا أمر بات غير ميسور في جو مثل هذا الجو العالمي الذي لوثت السياسة آدابه ومعارفه، وأضحت حتى الفلسفات فيه غاية تسخر في خدمة السياسة وما تنشده من مطامع خسيسة!

ولست أعدو الحق إذا قلت أننا في عالم أنعدم فيه الضمير وأصبح لا يعرف غير كسب مغانمه مهما كلف ذلك من ثمن! على حساب الشعوب وملايين من البشر. . .

ولسنا ممن يروم نصب العداء وعرقلة أعمال العقل البشري ما دام يسعى لتحقيق غرض أمثل وعمل أسمى.

أما أن هذا العقل يسعى لأغراض لا تمت إلى الإنسانية والخير بعلة فمعناه أن العقل مجرم أو أنه مريض غارق في شذوذه وأفكاره الكسيحة التي كتب لها الموت قبل أن تكون الحياة رائدها.

كما أننا لا نتهاون في أي وقت من الأوقات لمحاسبة (الأنا) الهاربة من الميدان، أمام تأثير

<<  <  ج:
ص:  >  >>