والمصدر الرابع هو كتاب أخبار أبي نواس لأبن منظور ج١ ص٢١٨ وفيه نسب الأبيات لأبي نواس ثم قال: وتروى هذه الأبيات للحسين بن الضحاك الخليع.
هذا من ناحية الرواية والمصادر - أما من ناحية التحقيق فإن الحسين بن الضحاك توفي سنة ٢٥٠هـ وأبا الفرج صاحب الأغاني ولد سنة ٢٨٤هـ والحلاج قتل سنة ٣٠٩ فأبو الفرج إذن كانت سنة خمسة وعشرين عاما يوم مقتل الحلاج فهو معاصر له. وما يسمونها فتنة الحلاج كانت مشهورة لا تخفى على أبي الفرج لأنه كان متصلا برجال الدولة ومولعا برواية الشعر والأخبار.
وللتوفيق بين ما ذكره الشعراني في طبقاته وكتب التصوف وبين ما ذكرته كتب الأدب أقول إن الحلاج كان يحفظ هذه الأبيات فتمثل بها حينما خرج يتبختر في قيده، وذلك منه ومن غير كان كثير الحدوث. وظاهر أن الأبيات وقصتها هي لصاحب الهمزية في وصف الخمر ألصق وبنسبتها إليه أولى وعلى كل حال هناك جملة لا تحصى من الشعر العربي متنازعة. . وعندي من أمثلتها مئات النماذج. ويجد الأستاذ محمد خضر مثلها مئات.