- ولا أقول أخصائيين - في اللغة العربية، فقل لي بربك كيف نستطيع السكوت عن أغاليط بعض الأدباء النابهين؟!.
إن أحد الكتاب الأفاضل يكتب تعليقاً على الأنباء ويذيعه قبيل الساعة التاسعة مساء مرة أو مرتين في كل أسبوع، وقد سمعته في المرة الأولى فكذبت سمعي، وفي المرة الثانية قلت لعل له عذراً وأنت تلوم، وفي المرة ظننت انه يخطئ عامداً لكثرة ما أذهلني من أخطاء، فهمت بالكتابة إلى الرسالة الغراء مستغيثاً بها، ولكن حبي لشخص الكبير كان يجعلني أقدم رجلا وأؤخر أخرى، حتى إذا نفد صبري وامتلأت الكأس استخرت الله وبعثت بهذه الصرخة محملا إياها ما علق بذهني من أخطاء وقعت في حديث قصير أذكرها على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر:
فالخطأ الأول هو انه نطق بكلمة (يكسب) بفتح السين والصحيح الكسر (ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه). والثاني انه نطق كلمة (نضجت) بفتح الضاد مع أن كسرها هو الصحيح (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها). ولي أن أستطرد فأقول إن استعمال كلمة (نضوج) هو إستعمال خاطئ، والصحيح أن يقال نضج نضجاً على وزن تعب تعباً والاسم النضج على وزن قفل. والثالث انه قال (في صبر أبعد ما يكون. .) برفع كلمة (أبعد) والصحيح جرها.
والرابع انه قال (وما أصدق قول ماهر باشا) برفع كلمة قول مع أنها منصوبة.
ألست معذوراً - وهذه هي بعض الأخطاء - إذا ظننت أن هذا الأديب الكبير وأمثاله الأكرمين إنما يخطئون عامدين؟!.
إن مثل هذه الأخطاء لا يظهر في المكتوب، ولهذا فقلما كان يقع نظري على خطأ فيما كان يكتبه الكبير بالأهرام وفيما يكتبه الآن بصحيفة أخرى أسبوعية، أما وقد سمعته فأزعجتني كثرة أخطائه، ولا أميل - على الرغم من هذا - إلى وقف المذياع كما أفعل ذلك مضطرا في بعض الأحيان - فإن من حق أن أطالب حضرته بقراءة حديثه إذاعته مثنى وثلاث ورباع؛ إذ لولا خاص بفرض على فرضنا أن أحب شخصه الكريم حبا جماً أتأثر حبي وإعجابي؛ إلى حد كبير.