للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- المطر ينهمر!

- لينهمر! ليست هذه أول مرة

- قم!

- لا شأن لك بي

- اختطفته. فانزعج. فطمأنته

- لا بأس عليك

- رمقني بطرف ساج ثم تبعني

وخرجت معه عن دائرة الفوضى. وطلبت منه أن يصحبني فأطاع. .

وكنت أسكن وحدي. فأعددت له فرشا. ونام كما تنام الهرة مستكينة مستسلمة.

وأصبح الصباح واكتشفت أنه ألف وديع. وودعته وغدوت إلى عملي.

وعدت ظهرا. وتلألأت فرحة بين جنبي. . الحجرات تبتسم، والأثاث يشرق، وزجاج النوافذ يضئ. كان الأثاث قد رتبترتيبا ساذجا، أقرب إلى التنسيق والنظام.

وفركت عيني. وعادتا تتصفحان مرة ثانية قطع الدار. لقد أصبحت قشيبة.

وسرت البهجة إلى قلبي باردة ناعمة. . سأدخل حياة جديدة، جميع نواحيها هدوء واستقرار.

وواجهته والضحك يتزاحم على فمه. واستحالت الضحكات كلمات بليغة راقية.

ومدحت تصرفه، وسطت على فمه ابتسامة ردا على كلمات الإطراء التي أمطرته بها.

وتناولنا غداءنا وخرجت إلى بعض صحبي. وحملت إليه عند أوبتي ملابس من النوع الرخيص. وتهلل وذهب يستحم.

ألف الحياة التي تحيطه. وعامل أشخاصا من الحي تربطنا بهم الحاجة. وأثنوا عليه.

وأرسلته إلى الكواء. وعاد عابسا. وأظهر أكثر من العبوس، حين قدمت أليه أتعاب العامل ليؤديها إليه فقال:

- هذا كثير فهززت كتفي وقلت:

وما الحيلة؟

- أستطيع أن أحتال لك

<<  <  ج:
ص:  >  >>