الشيخ الرئيس ابن سينا في خدمة علاء الدولة - ولم يكن وزيراً له - فأخذت كتب الشيخ وحملت إلى غزنة - عاصمة الدولة الغزنوية - وجعلت في خزائن كتبها إلى إن أحرقت على يد عساكر الحسين الغوري.
لقد عاش ابن سينا في هذا العصر الزاخر بأحداث كثيرة ورأى بعينيه كيف يتقاتل الاخوة وأبناء العم على الملك والسلطان، كما حدث بين أفراد أسرة بني بوية في الري وأصفهان وهمذان وجرجان؛ بل اتنصل من قرب الأمير شمس الدولة بن فخر الدولة أمير همذان، وشاهد الأحداث التي جرتله مع أقاربه بني بوية من ناحية، ومع ملك الغزنويين من ناحية أخرى. واتصل ابن سينا اكثر من ذلك بالأمير علاء الدولة بن كاكويه؛ وهو يتصل ببني بوية أيضا - لان والدة (دشمنزيار) هو خال الأميرة (سيدة) والدة مجد الدولة بن فخر الدولة البويهي وشاهد ابن سينا في أثناء اتصاله بابن كاكويه كثيراً من الأمور الجسام، فلم تسلم مدينة من مدن العراق وفارس من ثورة أو غارة للعيارين النهابين، بل لم تسلم أصبهان نفسها من حوادث النهب والسلب على أثر استيلاء جند السلطان مسعود الغزنوي عليها. وفي غمار هذه المعركة نهبت كتب الشيخ الرئيس ونقلت إلى غزنة، إلى أن كتب عليها أنت تحرق على يد محارب آخر من رجال الدولة الغورية.
وقد لقي ابن سينا من ملوك الدولة القائمة في عصره الأمير نوح بن منصور الساماني، والامير علي بن مأمون الخوارزمشاهي، والامير شمس الدولة بن فخر الدولة البويهي الديلمي، ووزر له مرتين، والأمير علاء الدولة بن كاكويه أمير اصبهان، واتصل به وألف كتباً كثيرة، ونكب معه في غارة السلطان مسعود الغزنوي على أصبهان. أما الأمير شمس المعالي قابوس بن شمكير ملك جرجان فيظهر من كلام الشيخ ابن سينا نفسه إنه لم يقابله، وانه كان يقصده، فاتفق القبض على قابوس وحبسه في بعض القلاع وموته. وهو نص لا يدل على لقاء الشيخ الرئيس لهذا الملك الأديب العظيم. . . إلا إن العروضي السمرقندي صاحب كتاب (جهار مقالة) يذكر حادثة طريفة بارعة عن ابن سينا واستخباره أحوال بعض العاشقين واسم معشوقته ومحلتها من نبض المريض. ويروي العروضي السمرقندي ان ابن سينا دعي إلى مداواة هذا العاشق النضو بأمر من الملك قابوس الذي دعا الشيخ الرئيس إليه ليعالج مريضه القريب. وعلى الرغم من طرافة هذه الحكاية فإن الأستاذ محمد