ولما قامت دولتا الهندستان والباكستان اختار نظام حيدر آباد وهو مسلم أن تظل بلاده مستقلة، ولكن الهندستان لم تقنع بذلك. وفي ١٩٤٨ ساقت الجيوش إلى الولاية واحتلتها بدعوى إن أغلبية السكان من الهندوس!!
وأما كشمير فهي مقاطعة جبلية في شمال الباكستان الغربية، وفيها توجد منابع السند، ومن ثم كانت أهميتها بالنسبة لباكستان كأهمية السودان بالنسبة إلى مصر. يضاف إلى ذلك ٩٣ % من سكان مسلمون. وتجاورها من الشرق مقاطعة جمو، وهي كذلك مقاطعة إسلامية؛ إذ إن ٦٢ % من سكانها مسلمون أيضا
وكان يحكم كشمير منذ ١٨٤٦ أمير هندوسي اشتراها من شركة الهند الشرقية البريطانية. وتبلغ مساحتها نحو ٨٤ , ٠٠٠ ميل مربع، وعدد سكانها أربعة ملايين
وفي ١٩٤٧ تم تقسيم القارة الهندية إلى دولتين: الهندستان والباكستان، وكان من الضروري أن تنظم كشمير إلى الباكستان لأن معظم سكانها من المسلمين (وقد رأينا إن الهندستان ضمت حيدر آباد بحجة أن أغلبية السكان من الهندوس)، ولكن الهندستان لجأت إلى سياسة العسف فعملت على دفع حاكم كشمير الهندوسي إلى إقامة حكم إرهابي عنيف مما يؤدي إلى إفناء المسلمين أو هجرتهم، وشجعت هجرة الهندوس إليها حتى تصبح الأغلبية، لهم وبدأت الحركة في جمو، ففي مقاطعة دوغرا قتل ٢٣٧ , ٠٠٠ من المسلمين على يد قوات المهراجا نفسه، وكان يساعدها جماعات منظمة من السيخ والهندوس. وقد أدت هذه الحوادث فعلا إلى إفناء ثلثي المسلمين في مقاطعة جمو مما بدل نسبة السكان والهندوس فيها
إزاء هذه الحوادث قام رجال القبائل في كشمير لنجدة إخوانهم وانتصروا على جيوش المهراجا، وأقاموا حكومة وطنية هي حكومة (كشمير الحرة) أو (أزاد كشمير)
استنجد المهراجا بالهندستان فبعثت إليه بجنودها ودباباتها وطياراتها، وتقدمت الباكستان تدافع عن أهل كشمير المسلمين، وبدأت مشكلة كشمير تهدد السلام العالمي، وتدخلت هيئة الأمم المتحدة لتحل القضية حلا (عادلا) فوقف القتال عند احتفاظ القوات الهندية بجزء كبير من مقاطعة جمو وسيطرة حكومة (كشمير الحرة) على سائر المقاطعة. وهكذا انتصر رجال القبائل الشجعان على جيشي المهراجا والهندستان. وما تزال القضية منظورة أمام هيئة