عليه، وغطت النزعة الأدبية فيه، فترك الشعر بعد أن قطع فيه مرحلة واسعة والأستاذ محمد عبد الباري البدري خليفة الشيخ في الورع والتصوف والتبحر في علوم الدين.
ومن أعلام كوم النور وعلمائها البارزين المرحوم الشيخ محمد سليمان عنارة نائب المحكمة العليا الشرعية السابق، وهو كاتب عذب الأسلوب رقيق الحاشية، كتب وخطب وألف وصنف كثيراً من الكتب الأدبية والدينية. ولا ينسى الناس معارضته الشديدة الموفقة لترجمة القرآن الكريم، حتى ألف فيها كتابه القيم (حدث الأحداث ترجمة القرآن الكريم) وكانت له ندوة أدبية في منزله يغشاها الزعماء والوزراء وقادة الرأي يملك الشيخ فيها ناصية الحديث.
ومن علماء كوم النور الراسخين في العلم المرحوم الشيخ عبد العزيز عبد الفتاح خليل المدرس السابق بدار العلوم، كان أحد المتبحرين في علوم الدين، وكان متصوفاً يجنح إلى العزلة ويميل إلى الخشوع.
وفي طليعة علماء اللغة بكوم النور، المرحوم الشيخ عبد الخالق عمر بك. كان حجة في النحو والصرف، ضليعاً بالدقائق والمشكلات والبحوث اللغوية، تولى تدريس اللغة العربية بكثير من المعاهد العالية.
ومن الأعلام البارزة في كوم النور الأستاذ الكبير عبد الحميد السيد أحد كبار رجال التربية والتعليم في وزارة المعارف، وإلى ثقافته الواسعة وأياديه الجليلة على العلم والتعليم يرجع الفضل في شؤون اللغة العربية بالتعليم الثانوي والتعليم الابتدائي.
وإذا كان الشعر هو العنصر الأول في كل بيئة أدبية، فقد عرف به عدد كبير من أبناء كوم النور، منهم هؤلاء الشعراء الأساتذة: محمد سلامة مصطفى وهلال شتا وأحمد البدري وإبراهيم الزين وعباس مصطفى ومحمد هلال ومحمد عبد الخالق ندى وإبراهيم البدري والسيد يوسف جودة وعبد العزيز العجمي ومحمد زيادة ومحمد عمر هاشم وهلال الفيشاوي ومحمد شحاتة وأبو رجيلة وسليمان العزب ومحمود سعيد ندى.
ومن الطرائف اللطيفة أن الشاعر محمد سلامة مصطفى - هو معروف للقراء - كأنما ورث الشعر وراثة عجيبة عن أبيه وجده لأمه، فهم جميعاً شعراء، وقد قلت في ذلك: