للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قلبهما، وصار هو الحقيقة الواقعة! فلم يضعف هذا التكاشف شيئاً منه ولم يطفئ سعيره، بل أستمر الشابان على ما بهما من حب قام أول ما قام على الكذب والبهتان!!

هذه هي فكرة المسرحية، وهي فكرة كما يرى القارئ حسنة ذات قيمة كبرى عند علماء النفس، ولكنها عند رجال المسرح لا تفي للنهوض بتمثيلية كبرى تعرض على الناس في نحو ثلاث ساعات، ولهذا كثرت من حولها الحوادث التي لا تكاد تتصل بها، وازدحم فيها الأشخاص الذين تستغني هذه الفكرة عنهم، ولا تريد منهم عوناً أو مساعدة! وانطلقت الألسن بكلام لا تراه هذه الفكرة لها ولا عليها، ولكنها ترى بينها وبين (كمال الانقطاع) كما يقول علماء البلاغة!

والمسرحية مكتوبة باللغة العامية، وقد أخبرنا الأستاذ الكبير مؤلفها أنها ستطبع بالعامية وبالفصحى، ولكننا نسارع فنشير على الأستاذ الكبير أن يكتفي بالفصحى. . . إننا نريد من الأستاذ محمود تيمور بك العضو في المجمع اللغوي أن يؤدي إلى المسرح المصري خدمة طالما تمنيناها له، وهي تطويع اللغة العربية وتقريبها إلى العامية، مع المحافظة على سلامتها وصحتها، ومع عدم الانحدار بها إلى هذه العامية الكريهة البغيضة الشائهة. . . هذا مطلب نرجو أن يحمل مئونته الأستاذ محمود تيمور بك، ولقد تحقق الكثير منه على يدي صديقنا الأديب الكبير الأستاذ علي أحمد باكثير فلانت لغته كثيراً في مسرحياته الأخيرة، وصارت سهلة رقراقة بريئة من التفاصح، بريئة كذلك من الإسفاف إلى مستوى العامية. . . نرجو جاهدين أن يتم الأستاذ الكبير محمود تيمور بك تحقيق هذا المطلب العزيز، ونرجو جاهدين أن ينأى بجانبه عن استعمال اللغة العامية، وليس ذلك عليه بعزيز.

وكنت أود ألا يكون في المسرحية مثل هذا الشذوذ الذي وقع فيه الزوج (كريم بك) مع ابنة زوجته (كريمة) فإنه شيء ليس في طباع الناس إلا من ابتلاهم اللهبالشذوذ والانحراف، إذ ليس مألوفاً أن نرى الرجل يهم بابنة زوجته كما فعل كريم بك إلا إذا كانت به لوثة أو كان به انحراف عارم، ومثل هذا الانحراف العارم لا يجوز عرضه على المسرح على أنه شيء طبيعي عادي!!

وكان يجمل أن يلقي كثير من الضوء على علاقة (فواز بك) بمن يحيطون به، فإن هذه العلاقة غامضة كثيراً. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>