تودي بضحاياها إلى حياة الظلام إنما هي ثمرة الرجولة المشردة، لأن هذا الرجل الذي تصرفه عن بيته الشواغل، فلا يعود إلى بيته إلا في الهزيع الأخير من الليل لا يمكن أن يحقق رسالته كزوج ووالد؛ أنه يعود إلى البيت بعد أن يأوى الأبناء إلى فراشهم، وقد يغادر الأبناء البيت في الصباح المبكر قبل أن يراهم الأب، ويناقشهم في مختلف الشؤون التي يجب أن يحاسبهم عليها، فكيف ينتظم البيت وهو على هذه الحال من الفوضى والتفكك؟ فلتق اللًه هؤلاء الرجال في زوجاتهم، وفي أبنائهم، وفي بناتهم وليؤدوا رسالتهم على وجه الله، ويرضاه المجتمع
عيسى متولي
إلى القاضي الفاضل
أستحلفك بالله ألا تنفذ ما أوعدت به نقد بني أمية بالحق فقد أفضوا إلى ما قدموا؛ وهذا الإمام الشعراني نراه يعقد فصلا في بيان وجوب الكف عما شجر بين الصحابة ووجود اعتقاد أنهم مأجورون بقوله:(وذلك لأنهم كلهم عدول باتفاق أهل السنة سواء من لابس الفتن ومن لم يلابسها، كفتنة عثمان ومعاوية ووقعة الجمل، وكل ذلك وجوباً لإحسان الظن بهم وحملاً لهم في ذلك على الاجتهاد، فإن تلك أمور مبناها عليه، وكل مجتهد مصيب، أو المصيب واحد والمخطئ معذور، بل مأجور، قال ابن الأنبا ري: وليس المراد بعد التهم ثبوت العصمة لهم واستحالة العصمة منهم، وإنما المراد قبول رواياتهم لنا أحكام ديننا من غير تكلف ببحث عن أسباب العدالة وطلب التزكية، ولم يثبت لنا إلى وقتنا هذا شيء يقدح في عدالتهم ولله الحمد، فنحن على استصحاب ما كانوا عليه في زمن الرسول عليه السلام حتى يثبت خلافه، ولا التفات إلى ما يذكره بعض أهل السير، فإن ذلك لا يصح، وإ صح فله تأويل صحيح، وما أحسن قول عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: تلك دماء طهر الًه منها سيوفنا فلا تخضب بها ألسنتنا)
هذا وقد زاد قدر الأستاذين الطنطاوي وشاكر وعات مكانتهما في القلوب ولنا أن نباهي بهما!